بينما تنبأت دراسة سعودية حديثة أجريت على عينة من طلبة الجامعات السعودية بالإصابة بالنوموفوبيا من خلال مدة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الهاتف الذكي، حيث كلما زادت مدة استخدام الهاتف الذكي زادت احتمالية الإصابة بالنوموفوبيا، أوضح أخصائي علم النفس السيبراني يوسف السلمي لـ»الوطن» أن إدمان الهاتف المحمول حالة من الاستخدام المفرط والمتزايد والقهري للهاتف المحمول وعدم القدرة عن الاستغناء عنه وظهور أعراض من القلق والتوتر عند البعد عنه مع تأثير واضح على الحياة العامة للفرد، مشيرا إلى أن نسبة انتشار استخدام الهواتف الذكية في المملكة العربية السعودية بلغت 60 % بحسب موقع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

أبان السلمي أن مفهوم الإدمان ارتبط بتعاطي مواد مختلفة تسبب خللا عضويا ونفسيا وسلوكيا للفرد عند تركها أو انسحابها من الجسم، ولكن مصطلح إدمان الهاتف المحمول هو نوع من الإدمان السلوكي غير المرتبط بالمواد مثل إدمان المقامرة المصنف في الدليل التشخيصي الخامس الصادر من الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وهناك مطالبات من الكثير من العلماء من تصنيف أنواع أخرى من الإدمان كإدمان الهاتف المحمول في الدليل التشخيصي القادم.

عدم الاكتفاء

أفاد السلمي أن إدمان الهاتف المحمول يفسر نفسيا بأنه إلحاح الحاجة وعدم كفاية إشباعها مما يتطلب المزيد من سلوك الرغبة في الإشباع في كل مرة. إن الاتصال الدائم بالإنترنت على الهواتف الذكية في أيدي الأفراد أذاب الحواجز والحدود الجغرافية والزمانية والثقافية والتقاليد مما زاد من تعلق الأفراد باستخدام الهاتف المحمول بشكل مفرط أثر على سلوكهم.

أضاف السلمي: من الممكن إطلاق حكم إدمان الهاتف المحمول عندما تستمر مجموعة من الأعراض لفترة تتجاوز الستة أشهر تتمثل في: الاستخدام المفرط والقهر ي وعدم الإحساس بالوقت أثناء استخدام الهاتف المحمول واستخدام الهاتف في أوضاع تجعل من الخطورة استخدامه مثل استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة والتعامل مع الآلات الخطرة في المصانع والمعامل وعند المشي في الشارع أمام السيارات وتفقد الهاتف المحمول النوم عند الصحيان من النوم مباشرة، والصدى السلبي ويظهر في تأثير استخدام الهاتف المحمول على الصحة العامة والتحصيل الدراسي والعمل والعلاقات الزوجية والعزلة الاجتماعية، بالإضافة إلى الأعراض الانسحابية وتظهر في الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب عندما لا يكون الهاتف المحمول في حوزته ومتناول يده.

اضطراب جديد

ذكر السلمي أن إدمان الهاتف المحمول أنتج لنا نوعا جديدا من الاضطرابات النفسية معروف باسم Nomophobia وهو اختصار لرهاب عدم وجود الهاتف المحمول، مبينا أن النوموفوبيا مصطلح تم اكتشافه عام 2008 إثر دراسة أجريت في المملكة المتحدة أوضحت الدراسة، أن 53 % من المستخدمين يعانون من القلق والخوف عند فقدان الهاتف المحمول، وبلغ انتشار النوموفوبيا في الأردن 15,37 % حسب دراسة عام 2017 أجريت على الطلبة الأردنيين. والنوموفوبيا أحد أنواع الرهاب والمخاوف المرضية تظهر عند فقدان الفرد هاتفه المحمول أو فقدان الاتصال بشبكة الهاتف الجوال أو نفاد شحن البطارية. وتنتشر النوموفوبيا عند الأفراد أقل من 25 سنة، حيث يصاب الشخص بخلل ذهني سلوكي يصاحبه قلق، ويتملكه الخوف ويسيطر عليه نتيجة فقده هاتفه المحمول.

كيفية التخلص من إدمان الهاتف

تقنين مدة استخدام الهاتف المحمول والاستفادة من التطبيقات التي تساعد في تحديد مدة الاستخدام

إغلاق جميع الإشعارات والتنبيهات

الالتزام بعدم بدء اليوم بتصفح الجوال حتى الانتهاء من الأعمال الأهم والمهمة

تقنين الاشتراك في خدمات الإنترنت وفق الاحتياج داخل المنزل وخارجه

البحث عن هوايات بديلة عن قضاء الوقت أمام شاشة الهاتف المحمول

ممارسة أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية مفيدة