كشف تقرير أصدرته الأمم المتحدة أن ليبيا تضم أكبر مخزون في العالم من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة يقدر بنحو 29 مليون قطعة، وحذر من تأثير انتشار هذه الأسلحة على تهديد حياة المدنيين، وأوضح التقرير الأممي، أن ليبيا تضم أكبر مخزون في العالم من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة يقدر بما بين 150 و200 ألف طن في جميع أنحاء البلاد، مضيفا أن عدد قطع السلاح في ليبيا يقدر بنحو 29 مليون قطعة، بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وهو عدد لم يسجل في أي بلد آخر خلال الأربعين عاماً الماضية. في سياق متصل، نفى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، مزاعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن روسيا تقود على أعلى المستويات الصراع في ليبيا، مشددا على أن هذه المزاعم لا تتوافق مع واقع الأمور.

فرنسا تتهم تركيا

وقال بوجدانوف - الذي يشغل منصب المبعوث الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن "هذا لا يتوافق مع واقع الأمور، لا أعلم من جاء بذلك؟". ودعت فرنسا تركيا إلى احترام مقررات برلين حول ليبيا، وقال وزير الخارجية الفرنسي جو إيف لودريان، يجب على تركيا احترام مقررات مؤتمر برلين ووقف التدخل في ليبيا. وكشفت فرنسا عن وقائع تؤكد انتهاك تركيا قرار حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، أبرزها رصد سفينة تحمل اسم "ميدكون سينوب" وصلت إلى المياه الإقليمية الليبية برفقة فرقاطتين تابعتين للبحرية التركية، الفرقاطة "جوكسو" مسجلة برقم F497 والفرقاطة الثانية "جوكوفا" مسجلة برقم F496، وكان دورهما هو حظر كل مراقبة ومصادرة الشحنة، متهمة تركيا بتجاهل تنديد الأمم المتحدة مرارا وتكرارا بانتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.

انتهاك الحظر

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، عملية انتهاك الحظر بـ"الفضيحة"، كما استهدف تقرير للمنظمة الأممية، الذي صدر في نهاية عام 2019، الدول التي تصدر الأسلحة إلى ليبيا مباشرة، وكانت من بينها تركيا. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استهدف النظام التركي مباشرة، مؤكداً أن السفن التركية "رافقت" المرتزقة السوريين الذين وصلوا إلى ليبيا، وأن القوات البحرية الفرنسية رصدت هذه التحركات التركية في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري. وأشارت فرنسا إلى أنه حتى وقت قريب، استمرت انتهاكات حظر الأسلحة التركية، وتابعت: "الأربعاء الماضي بينما اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، كانت سفينة تركية تحمل شحنة أسلحة متجهة إلى الميليشيات الليبية في ميناء مصراتة".

مؤتمر برلين

وعقب انتهاء المؤتمر بأقل من 48 ساعة، أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يمكن محاسبته على الخطوات التي يمكن أن يتخذها مستقبلاً بشأن الأزمة الليبية، مضيفا، أن إردوغان تعهد في البند الخامس من البيان الختامي لمؤتمر برلين، بوقف إرسال قوات أو مرتزقة إلى ليبيا. لقد تعهد إردوغان في البيان "بوقف التدخل في ليبيا"، بحسب ما أكد المبعوث الأممي غسان سلامة مشدداً على أن هناك ورقة يمكن من خلالها محاسبة الرئيس التركي حال مخالفته ما تعهد به، وعن المقاتلين السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا للقتال دفاعاً عن حكومة الوفاق فايز السراج، قال سلامة إن هناك مشروعا سنقدمه إلى لجنة 5+5 ليتخلى الليبيون عن المقاتلين الأجانب، ليس فقط الـ 2000 سوري بل، وعن آلاف آخرين غيرهم.

تركيا تخالف

ورغم أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تعهد في البند الخامس من بيان مؤتمر برلين، مثل غيره، بعدم التدخل في ليبيا أو إرسال قوات أو مرتزقة، إلا أنه خالف تعهداته الدولية، وعاد الرئيس التركي ليخرق التزاماته الدولية، بإرساله المزيد من المرتزقة إلى الأراضي الليبية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذى كشف أنه بعد أقل من 48 ساعة على مؤتمر برلين، واصلت أنقرة إرسال مرتزقة إلى ليبيا، ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600.