في مواصلة لتخبطهم، يصور الحوثيون هذه المرة مسرحية هزلية جديدة من إعداد وإخراج الخبراء الإيرانيين، يتهم فيها عبر بيان لوزارة داخليتهم نحو 20 شخصا بالخيانة، ما يظهر حالة التخبط العسكري والسياسي، التي تعيشها الميليشيات، مستغلين وسائل إعلامها الجبرية في الداخل اليمني لمواصلة أسلوبها في صناعة الكذب وتسويقه لأتباعها. وحرص الحوثيون على إعلان هذا البيان المكذوب والمخادع للظهور أمام الداخل بقدرتهم الفاشلة على حصر ومعرفة وتتبع كل ما يدور في الداخل كنوع ووسيلة من أساليب التهديد التي يستخدمها الحوثيون عند شعورهم بالفشل والانحصار.

الجماعة تناقض نفسها

قال أحد المطلوبين لدى الحوثيين لـ»الوطن» إن الجماعة تناقض نفسها حينما يقومون بجمع والتقاط صور من الإنترنت، بهدف تخويف من تحت سلطتهم وإبراز أنهم قادرون على معرفة كل ما يحدث في الداخل، بينما الحقيقة هم لا يعلمون شيئا ويخشون من الشعب، ويدركون أن الجميع ضدهم، وتابع «هولاء لا يخشون الفضيحة ولا الكذب لأن انقلابهم قائم على الكذب والتدليس في الأصل».

ترتيب إعلامي

حصلت «الوطن» على رسالة واتساب قام بإرسالها القيادي الحوثي محمد هاشم لأحد المجموعات الحوثية تكشف حقيقة ترتيبات واستعدادات لفبركة مسرحية هزلية تحت ما يسمى «فأحبط أعمالهم»، حيث قام بإرسالها تمام الساعة 8.55 مساء الجمعة مستبقا الإعلان عما يسمى الخلية بيوم، في ذات اللحظات التي قام الحوثيون فيها بنشر معلومات وتوزيع نشرات وإيصال رسائل لكافة الموظفين من مدنيين وعسكريين والتسويق لما سيتم الإعلان عنه حول ما يسمى القبض على خلية مشتملا على 6 نقاط.

وأراد الحوثيون إيصال رسائل أنهم حاليا يعيشون أقوى فترات حياتهم وسيطرتهم من خلال ما أسموه بالعمليات التي أوهموا الناس بنجاحها، ومنها خدعة «البنيان المرصوص» والتي ذاقوا فيها أكبر الهزائم الميدانية، وخدعة «نصر من الله» التي أجبرتهم على الهروب من جبهات نهم، وأخيرا إعلانهم أسماء مواطنين يمنيين اتهموهم بالخيانة تحت ما أسموه «فأحبط أعمالهم».

ثورة صنعاء

اختلق الحوثيون التهم واستبقوا ترتيبات لثورة شعبية في صنعاء بإعلان أسماء لأشخاص يرغب الانقلابيون الانتقام منهم في الأساس لأسباب منها رفضهم لطلبات الميليشيات بردف الجبهات، ورغبتهم الخروج من صنعاء.

وقال مصدر لـ»الوطن» إن الحوثيين قاموا خلال الشهرين الماضيين بالعديد من الإجراءات والاحترازات خشية الانقلاب الشعبي عليهم، وقال توفرت لديهم معلومات حول التخطيط لانقلاب داخل صنعاء، وأن هناك ترتيبات لهذا العمل، إلا أن تحقيقاتهم لن تؤدي إلى معلومات صحيحة حول مزاعمهم، رغم كل الحرص والمتابعة وإنشاء النقاط الأمنية في كل مكان داخل صنعاء.

إرهاب المواطنين

قال المصدر إن قيام الحوثيين بهذه الأعمال هو نوع من خلق الإرهاب والتخويف، ومحاولة كاذبة لإفشال أي محاولات للخروج عليهم، فضلاً عن السعي لإظهار قوتهم في ظل الضعف الحالي الذي يعيشونه، مبيناً أن بعض الأسماء التي اعتقلها الحوثيون في الداخل هي مجرد تصفيات حسابات لأمور سابقة، خصوصاً في ظل حالة الغضب الداخلي ضد الحوثيين، ورغبة قوية في الخروج لمواجهتهم.

تخوين المؤتمر وقياداته

وأشار المصدر إلى أن الحوثيين تعاملوا مع قيادات المؤتمر الشعبي الأم خلال الفترات الماضية بحذر، وقاموا بعزل العديد منهم، ولكن المخاوف منهم ومن انضمامهم للشرعية لا تزال هاجسا يؤرق الميليشيات، لذا تم فرض إقامة جبرية على بعضهم، وتهديدهم خشية أي عمل يقومون به.

رغبة للخروج

بين المصدر أن العديد إن لم يكن الجميع في صنعاء باتوا يتواصلون بأقارب لهم بالمحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الشرعية أو خارج اليمن من أجل البحث عن طريقة للخروج من سلطة الحوثيين، مما تعتبره الميليشيات خيانة عظمى.

وقال إن الميليشيات تقوم بمهاجة أسرة كل مغترب يقوم بانتقاد الحوثيين أو يسعى لترحيلهم للخارج، ويمارسون أساليب قمعية ضد كل أقاربه لمجرد رأي قاله، لأنهم لا يؤمنون بأي حرية رأي.

اختلاق القصص

من جانبه، قال المطلوب لدى الحوثيين وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب لـ»الوطن» إن المعضلة الحوثية أنها تعيش حالة رعب من كل شيء في اليمن، ولديها قناعة أن شيئا يمكن أن يساعد اليمنيين على الخلاص منها لابد من توظيفه، وتابع العديد من العسكريين والأمنيين وموظفي الدولة والتجار وأبناء المدن والريف ينتظرون اللحظة المناسبة لمواجهة الحوثية والتحرر من قبضتها الحديدية وسطوتها وإذلالها للناس».

ولفت إلى أن الحوثيين يحاولون بث الخوف وإرعاب اليمنيين وإرهابهم وإقناعهم أنهم أقوياء وقادرون على مواجهة أي خطر لذا تخترع لنفسها قصصا وتبث الإشاعات لإخافة الناس، ثم توظيف ذلك في ضرب الأحرار الذين لا يهجعون عن مقاومة ظلمها ولصوصيتها.

لماذا يختلق الحوثي قصص الخيانة على المواطنين

خلق الإرهاب والتخويف للمواطنين اليمنيين

محاولة كاذبة لإفشال أي محاولات للخروج عليهم

السعي لإظهار قوتهم في ظل الضعف الحالي الذي يعيشونه

تصفية حسابات باعتقال أشخاص لأسباب خاصة