تفتق ذهن أهل الفتن قديما عن فكرة إنشاء مسجد، ليكون ضرارا وتفريقا بين المؤمنين، وملجأ لمن حارب الله ورسوله، مع أنهم يتظاهرون بأنهم لم يريدوا إلا الخير، والله يشهد إنهم لكاذبون، كما قال تعالى: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنىٰ والله يشهد إنهم لكاذبون}، وتفتق ذهن أهل الفتن حديثا في نظام قطر عن إنشاء (قناة الضرار) الجزيرة، فأسسوها من أول يوم على الإثم والعدوان، لتكون ضرارا، وتحريشا، وتفريقا بين المؤمنين، يجتمع فيها شذاذ الآفاق، ما بين حاقد وحاسد ومرتزق، فبدأت في التسويق لتنظيم القاعدة الإرهابي وقادته، فمن خلال قناتهم ظهر ابن لادن والظواهري وغيرهما من الإرهابيين، ظهروا يسبون المملكة العربية السعودية، ويهيجون على العمليات الإجرامية الإرهابية فيها، لقتل المسلمين وغير المسلمين في المملكة ظلما وعدوانا، فالإرهابيون يتدربون في إيران، التي آوتهم ودعمتهم، ويظهرون في إعلام قطر (الجزيرة)، فالتعاون بين نظامي طهران والدوحة قائم على الإثم والعدوان، وما تركت قناة الضرار «الجزيرة» من مسلك فيه أذية للمسلمين في الخليج أو في مصر أو في ليبيا أو في اليمن أو في سورية أو غيرها من بلاد المسلمين، إلا سلكته، وشاهده الناس عيانا بيانا، وما خفي من خبثها أعظم. وبعد أن بلغ السيل الزبى، ومضى عشرون عاما من تحمل أذية الجار الصغير المشاغب، ولم يكن للصبر موضع، تمت مقاطعة نظام قطر، ليرجعوا إلى الرشد، لكنهم استمروا في غيهم يعمهون.

وأنا هنا في حديثي خصصت نظام قطر، لأن شعب قطر الكريم لا يرضى بهذه السفاهات التي تصدر من النظام ومن قناة الضرار الجزيرة.

وإن تعجب أخي القارئ فعجبٌ سفههم، وانقلاب المفاهيم لديهم، ومن ذلك: أنهم لما أرادوا انتقاص المملكة، قالوا في برنامجهم (ما خفي أعظم) الذي سوقوا له طويلا، إن السعودية استعانت بثلاثة أشخاص من فرنسا ليكونوا مع القوة العسكرية السعودية لإنقاذ المسلمين في الحرم من الإرهابيين، وذلك عام 1400 للهجرة.

فنقول: إذا سلمنا بقولكم هذا، فهذا دليل على حرص المملكة العربية السعودية على حفظ حياة المسلمين، والاستعانة بكل أحد -حتى لو كان غير مسلم- لمصلحة المسلمين أمرٌ مشروع، فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما هو معلوم عند أهل العلم.

لكن أنتم في نظام قطر تستعينون بكل شرير مهما كانت ديانته لأذية المسلمين، وقد فعلتم هذه الأذية في مصر وليبيا واليمن وسورية والخليج وغيرها، فأي الفريقين (السعودية: التي تنقذ المسلمين، أم نظام قطر: الذي يؤذي المسلمين)؟ أيهما أحق بالذم إن كان لديكم بقية من عقل؟ إنهم لعدوانهم يرون الحسنات سيئات، وقديما قال المتنبي:

ومن يك ذا فم مر مريض

يجد مرا به الماء الزلالا

تتظاهر قناة الضرار الجزيرة بالرأي والرأي الآخر، والحيادية، ومصلحة الشعوب، وهي بضد ذلك تماما، يعلم ذلك الكبير والصغير، والذكر والأنثى، وحتى طاقمها يعلمون ذلك، لكنه الدرهم والدينار.

فقناتهم لم تتحدث عن أي فساد يمارسه نظام قطر ضد شعبه، بينما تختلق الأكاذيب على قادة الدول الآمنة المطمئنة، رغبة في التهييج والإثارة.

إن المملكة العربية السعودية تنعم -بحمد الله- بالأمن والخير والقيادة الصالحة، التي شرفها الله بخدمة الحرمين، وإنشاء مشروعي طباعة القرآن الكريم والسنة النبوية، في مشروعي (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) و(مجمع الملك سلمان لطباعة الحديث النبوي)، لكن أنتم في نظام قطر وقناة الجزيرة، ماذا قدمتم غير الصخب والضجيج والفتن؟

إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- الذي أقض مضاجعكم، يقوم بجهود مضاعفة لنقل المملكة العربية السعودية للعالم الأول، تقنيا وصناعيا وتعليميا، ويجوب العالم وشركاته ومؤسساته لما يعود على بلادنا بالخير والتقدم، وهذا النشاط يغيظهم، فصاروا يكررون انتقاص ولي العهد في قناتهم (الضرار) مئات المرات، لأنهم لا يحبون لنا الخير، ولا يحبون لبلادنا التقدم الذي يقوده ولي العهد بتوجيه من الملك سلمان، حفظه الله.

ونحن شعب المملكة العربية السعودية مع ولاتنا نحبهم ونشكر لهم جهودهم في خدمة الدين والوطن، ولو خاضوا بنا البحر لنصرة الدين والدفاع عن الوطن، لخضناه معهم، ما تخلف منا رجل واحد، ولا يهمنا تحريشكم في قناتكم الضرار (الجزيرة)، فقد علمنا حقدكم وإجرامكم من قبل، وما خفي من حقدكم وإجرامكم أعظم.