(1)

لا يمكن أبدا أن يبقى الناس على حال واحدة.

التغيير سمة الأحياء.. بل حتى الموتى يتغيرون.

(2)

للناس في الثمانينات وثلثي التسعينات «أيديولوجيا» موحدة.

كان الناس يتشابهون في نمط حياة واحدة.

والخوف من التجديد سمة بارزة.

الأغلب يخاف من «الاختلاف»!، والإقدام على خطوة «مختلفة»!

(3)

العاطفة غالبة.

والغريب أن «الحزن» يسيطر على الشباب.

الجميع «يتظاهر» بالحزن والفقد ليفوز!، هناك من «يتحازن» ليفوز بقلب «فتاته».

لذا، أصبح «خالد عبدالرحمن» ظاهرة!

ولذا، نجحت الدراما التراجيدية التي تتمحور حول الحزن، والظلم.

بل حتى «الدعاة» كانوا يركزون على الموضوعات المؤثرة، والمحزنة!

وكان الناس يحبون كثيرا البكاء في تلاوة القرآن.

يلقبونه بـ«الأسيف»!

(4)

وضع السماعة عند المسجل الذي يصدح بأغنية حزينة شكل من أشكال «الحزن» في الأوساط الشبابية.

وانتشرت الألقاب.. الألقاب ضرورية جدا.

يتيم الحب.. طاغية الحزن.. مغترب روح.. ألم بلا صوت.. إلى آخر ألقاب الوهم و«التحازن».

(6)

1998 ظهر الإنترنت ليمنح هذا «الوهم» آفاقا أوسع مما منح غرف «الشات» حضورا طاغيا وميدانا مهيبا.

«الحزن» ركيزة في أي علاقة!

(7)

تصرمت أيام الألفية الثالثة، ليظهر لنا جيل منطقي عميق عملي، يرفض «الوهم» بأشكاله كافة

جيل يتعاطى «المعرفة» و«يسخر» حتى من «الحب» وآلامه وآماله.

لا يهمه الشعر، ولا يستسيغ قصص الحزن، ويسفّه صناعة الألقاب، «يمضي» ولا يعرف الماضي.

(8)

الناس يتغيرون.. عدا أولئك الذين يسعون إلى تغيير الناس!.