تُمثل شجرة البُن السعودي التي اشتهرت بزراعتها وإنتاجها المحافظات الجبلية بمنطقة جازان مجداً وإرثاً توارثه الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، حيث مثل البُن جزءاً من الحياة اليومية لأسرهم، إلى جانب كونه مشروباً رئيسياً ورمزاً للضيافة العربية الأصيلة التي ترعرع عليها ساكنو تلك المحافظات ورمزاً للكرم والجود حرصوا على الحفاظ عليه جيلاً بعد آخر.

أسباب الركود

كانت سفوح القطاع الجبلي بمنطقة جازان خضراء عامرة مزدهرة بزراعة البُن، إلا أن الركود أصاب تلك الشجرة لعدم قدرة الآباء والأجداد في تلك الفترات على مواصلة الاهتمام بالبُن، والطرق التقليدية في زراعته التي أصبحت غير مجدية للمزارعين، إضافة إلى تعرض المنطقة لفترات جفاف أتلفت العديد من تلك الأشجار، واكتفاء الكثيرين بالعمل الحكومي وتحولهم عن الزراعة.

العودة

رغم ما تعرضت له زراعة البُن في محافظات جازان الجبلية من ركود وضعف اهتمام في فترات خلت، إلا أنها ظلت أحد الأشجار التي يهتم بها المزارعون ويولونها رعايةً واهتمامًا كبيرين، ودفعت أسعار البُن العالمية المرتفعة وقرارات رائد تنمية المنطقة وأميرها محمد بن ناصر بالاهتمام «بشجرة البُن» ككنز تاريخي وكشجرة تقدم عائداً اقتصادياً، والعمل على إدخال محصول البُن إلى مصاف أنواع البُن العالمية، وتقديم البُن كمنتج فاخر وعالي الجودة للمساهمة في رفع دخل المزارعين، إلى جانب إحياء حافز إعادة استزراعه.

حزام البُن

تقع منطقة جازان ضمن منطقة حزام البُن أو ما يسمى بحزام القهوة الذي تتميز به مناطق قليلة على الأرض التي تضم عدداً من الدول التي يتوفر بها المناخ اللازم لزراعته ما يدفع لاستغلال هذه الميزة التي تتمتع بها المنطقة ومحافظاتها المختلفة لزراعة وإنتاج البُن الذي يعد ثاني أكثر السلع تداولاً بعد البترول.

تفوق عالمي

حققت جودة البُن السعودي المزروع بجازان جودة عالمية عالية بحسب الدراسات والبحوث التي أثبتت جودته عالميا، وذلك حفز المزارعين لزيادة الإنتاج والاهتمام، ويعود ذلك لعدة أسباب من أهمها توفر جميع الظروف المناسبة لزراعته والتربة الجبلية الغنية بالعناصر الغذائية اللازمة، حيث يعد البُن السعودي من نوع البُن الخولاني العربي المصنف عالميا بالأرابيكا الأفضل، إضافة إلى كونه منتجاً عضوياً تم توثيقه بشكل رسمي ليضيف له ميزة تفردية أخرى.

مراحل متعددة

تمر شجرة البُن بمراحل عديدة تمتد لثلاثة أعوام قبل إثمارها بدءا بزراعتها ونموها واخضرارها وحتى بدء موسم جنيها بعد إثمارها، ليبدأ المزارعون جني حبات ا9256 متدربلبُن الناضجة وتجفيفها ثم تحميصها بدرجات متفاوتة اعتماداً على النكهة المطلوبة، وتختلف مواسم جني البُن من مكان لآخر تبعاً لمراحل الإزهار في كل منطقة، ويُجنى البُن يدويا كرزةً تتبع أخرى عندما تكون ناضجة نضجا تاما.

وتتطلب زراعة البُن معايير خاصة من أهمها اختيار المكان المناسب من حيث الارتفاع عن سطح البحر بالنسبة للمنطقة بحيث يُفضّل أن يتراوح ما بين 800 إلى 2000 متر، إضافة إلى التأكد من جودة التربة الخصبة وتوفر العناصر الملائمة لزراعة البُن، إلى جانب اختيار البذور الجيدة واختبار جودتها قبل تبذيرها.

مهرجان البُن

أتت فكرة «مهرجان البُن» الهادف إلى دعم المزارعين وتنشيط الاستثمار في البُن، وصولاً إلى مراحل متقدمة من التقدم الزراعي كخطوة غيرت مستقبل البُن والمحافظات الزارعة له، حيث أسهم المهرجان في نسخه المختلفة بالتعريف بهذا المنتج الأصيل محلياً وعربياً وعالمياً، والإسهام بشكل كبير في تحقيق أهداف متعددة للبيئة والسياحة والاقتصاد ليتحول إلى فلكلور ثقافي وهوية عالمية في نسخته السابعة بعد مراحل عديدة من التطور.

وحقق المهرجان نجاحات كبيرة وملموسة طيلة نسخه الماضية، حيث ساهم في تحفيز وتدريب وتثقيف المزارعين للطرق الحديثة والمفيدة في التعامل مع زراعة البُن والحفاظ على هذا المنتج، كما منح المزارعين فرصة كبيرة لبيع محصولهم والتسويق له من خلال المهرجان.

المناخ المثالي للزراعة

بين 15-30 درجة مئوية

معدل هطول أمطار عالٍ

نسبة رطوبة بين 70-90 %

أهم الأنواع المنتجة تجاريا

أرابيكا

تنمو على ارتفاعات عالية

روبوستا

تنمو في الغابات المطيرة المنخفضة

المحافظات المنتجة

الداير، فيفاء، العيدابي، الريث، العارضة، هروب

المزارعون: 997 مزارعا

المزارع: 163142 شجرة

الإنتاج: 336684 كيلوجراما