في الوقت الذي باتت موهبة اللاعب السعودي بمركز الهجوم عملة نادرة، واندثرت بشكل كبير في الدوري السعودي، شكل وجود المهاجم الأجنبي بالأندية هاجساً كبيراً وقلقاً يؤرق المواهب المحلية، بعد غيابِ وضعفِ مشاركتهم مع فرقهم في خط الهجوم، إذ سيمتد الضرر مستقبلاً للأندية والمنتخبات الوطنية، في وقتٍ تعتمد إدارات ومدربو الأندية على اختيار المهاجمين الأجانب الجاهزين للهروب من الضغوطات الإعلامية والجماهيرية، واستعجالهم لحصد النتائج الوقتية بدلاً عن البناء والانتظار.

سيطرة

منذ غياب مهاجمي الكرة السعودية الذين كان يضرب بهم المثل مع الأندية والمنتخبات ومنافستهم على لقب الهداف وتفننهم في تسجيل الأهداف بكل مهارة أمثال ماجد عبدالله الذي حقق لقب هداف الدوري 6 مرات، إلى جانب المهاجمين: حسام أبوداوود، فهد المهلل، سعيد العويران، محمد السويد، فهد الحمدان، سامي الجابر، عبيد الدوسري، حمزة إدريس، حمل المهاجمون محمد السهلاوي وياسر القحطاني وناصر الشمراني الذي حقق لقب الهداف 4 مرات، شارة الهجوم بعد اعتزال النجوم السابقين، تعيش الأندية المحلية غياباً كبيراً لوجود اللاعب السعودي في خط الهجوم، وذلك لاعتمادها على اللاعبين الأجانب المهاجمين، بعد قرار الاستعانة لـ7 لاعبين أجانب الذي غيب فرصة مشاركة اللاعب المحلي، وأخفى إبراز موهبته وخدمته لناديه، وانعكس القرار على مستوياته، وتأثرت المنتخبات الوطنية من ضعف مشاركتهم وغيابهم.

غياب

غزت العناصر الأجنبية الأندية السعودية بشكل كبير، إذ لا تكاد تخلو أندية المحترفين والدرجة الأولى والثانية من وجود المهاجم الأجنبي بصفوفها الذي أسهم في قلة مشاركة اللاعب السعودي بمركز الهجوم، وضعف مشاركته الفاعلة كلاعب أساسي، وهذا ينذر بكارثة فنية لغياب الموهبة السعودية بخط الهجوم.

وخلت قائمة الهدافين بدوري المحترفين من وجود المهاجم السعودي منذ 8 أعوام، إذ يعد اللاعب ناصر الشمراني آخر مهاجم سعودي حقق لقب هداف الدوري في موسم 2014، ليعود المهاجم الأجنبي ويستحوذ على صدارة الهدافين، ففي موسم 2015، و2016، و2017، حقق لاعب الأهلي السوري عمر السومة لقب الهداف 3 مرات متتالية، يليه مهاجم الفيحاء روني فيرنانديز في موسم 2018، ومهاجم النصر عبدالرزاق حمدالله بموسم 2019.

وجاءت مشاركات المهاجمين السعوديين ومنافستهم على تسجيل الأهداف خجولة، حيث يبرز مهاجمو الهلال صالح الشهري، والرائد رائد الغامدي، والاتفاق هزاع الهزاع هذا الموسم.

إثبات

يحاول المهاجمون السعوديون حالياً الذين برزت مواهبهم مؤخرا في الدوري أو من خلال مشاركتهم مع المنتخبات الوطنية أمثال عبدالله الحمدان وفراس البريكان، حيث سطعت نجوميتهما مؤخرا مع المنتخبين الأول والأولمبي، وتناوبهما على تسجيل الأهداف، وخطفهما الأضواء، وذلك لإمكانياتهما الكبيرة، حيث يعول عليهما الشارع الرياضي كثيراً في حمل لواء الهجوم السعودي، وتعويض الغياب القسري للمهاجم المحلي، وإعادة توهج المهاجمين السابقين والسير على خطاهم، إلى جانب بقية المهاجمين الشباب أمثال: عبدالفتاح آدم وعبدالرحمن الغريب وأيمن الخليف ومحمد مجرشي حمد الجهيم وعلي الزعقان والصيعري والغامدي وغيرهم.

وتصطدم مواهب اللاعبين الهجومية بعوامل عدة ممثلةً في اعتماد الأندية على اللاعبين الجاهزين لتجنب الضغوطات، ورغبة المدربين في اختيار المهاجمين الأجانب، واستعجال النتائج الوقتية، وعدم الاصطدام مع الإعلام والجمهور وغيرها، والذي أفقد اللاعبين المحليين فرصة الظهور مع أنديتهم.

استعجال

أوضح المدرب الوطني خالد القروني أن الأندية لا تمنح الفرصة للاعب السعودي بشكل كبير وبالتالي ينتج عن ذلك عدم استمرار المواهب في العطاء بالملاعب بشكل مستمر، مشيرا إلى أن اللاعب يرغب اللعب في أي مركز غير الهجوم ليجد فرصة المشاركة مع فريقه، مؤكداً أن الإدارة ترغب بالنتائج المستعجلة على حساب البناء لإرضاء الجمهور والإعلام خوفاً من تحملهم المسؤولية وهذا يعمل ضغطاً كبيراً من الأجهزة الفنية على استمرارهم بالعمل على رأس الجهاز الفني، مطالباً الإدارات بتوفير مهاجم أجنبي ليس فقط على حساب المهاجم المحلي بل الأجنبي أيضا، مضيفاً أن أندية كثيرة تقوم بتغيير المهاجم الأجنبي الهداف وهذه تعد رسالة غير مباشرة بأن الإخفاق يقع على عاتق اللاعب من قبل الجهاز الفني، والإدارة تحمل المدرب المسؤولية.

تضرر

بين القروني أنه يوجد لدينا مواهب شابة مميزة في خط الهجوم أمثال عبدالله الحمدان وفراس البريكان ومحمد مجرشي وأيمن الخليف وحمد الجهيم وعبدالرحمن غريب وهزاع الهزاع ومحمد الصيعري وعلي الزعقان وعبدالرحمن الغامدي، إلا أن مشاركتهم تكون على فترات متقطعة والمتضرر من ذلك الأندية والمنتخبات، مبيناً أن جميع الأندية تملك مهاجمين أجانب والمشكلة هي كيف تقنع الإدارات أن تعتمد على اللاعب السعودي الذي يحتاج إلى فرصة لتنمية مهاراته وتصحيح أخطائه، فالأندية إذا أعطت المدربين فرصة التغيير فذلك شيء طبيعي له يقوم بالتغيير، واختيار اللاعب الأجنبي الجاهز، وبالتالي غياب اللاعب السعودي في خط الهجوم.

حلول

أكد القروني أنه من ضمن الحلول الإيجابية أن تعتمد الأندية الكبيرة على الأكاديميات وإيجاد مدربين على مستوى عالٍ للفئات السنية للعمل على تخريج مهاجمين مميزين أو لاعبين بجميع المراكز، لكن للأسف الأندية الكبيرة التي لديها الإمكانات المالية تعتمد على شراء المهاجمين واللاعبين الجاهزين من الأندية الصغيرة التي لا تتملك الإمكانات أو المدربين أصحاب المستوى العالي في إعداد اللاعبين وتنمية مهاراتهم ومشاركتهم مع أنديتهم، فالمشكلة كبيرة جدا.

تأثير

بين مساعد مدرب المنتخب الأولمبي علي عمير لــ«الوطن» أن غياب المهاجم السعودي يعود إلى كثرة وجود عدد المهاجمين الأجانب بالدوريات المحلية المختلفة (المحترفون والدرجة الأولى والثانية) إلى جانب عدم ثقة الأندية في المواهب الصاعدة من الفئات السنية، مشيراً إلى أن تأثير المهاجم الأجنبي كبير جدا في الأندية، مؤكداً أن خطط العلاج تبدأ من خلال الاهتمام بالفئات السنية وجلب مدربين على مستوى عال ومتابعة دوري المدارس وتحفيز ودعم المهاجمين البارزين الشباب ومنحهم فرصة المشاركة بشكل أكبر التي ستعود بالنفع على الأندية والمنتخبات مستقبلاً.

وجود المهاجم الأجنبي يخفي موهبة السعودي

الأندية تفضل اختيار المهاجمين الأجانب

الحمدان والبريكان مهاجمان يملكان موهبةً تتحدى الأجانب

الأجانب يسيطرون على لقب الهداف منذ 2014

مُطالبات بالاعتماد على الأكاديميات وبناء المهاجم الهداف

أسباب غياب موهبة المهاجم المحلي

عدم إعطاء الأندية الفرصة للاعب السعودي

الاعتماد على النتائج المستعجلة بدلاً من البناء

الخوف من تحمل المسؤولية

ضعف مشاركة المهاجمين

اختيار اللاعب الأجنبي الجاهز

كثرة المهاجمين الأجانب بالدوريات المختلفة

عدم ثقة الأندية بالمواهب الصاعدة

أبرز التأثيرات على اللاعبين المحليين

عدم استمرار المواهب في العطاء

رغبة اللاعب في اللعب بأي مركز غير الهجوم

تضرر الأندية والمنتخبات

اهتمام المدربين باللاعبين الجاهزين

الضغوطات الإعلامية والجماهيرية

أبرز الحلول

الاعتماد على الأكاديميات

إيجاد مدربين على مستوى عالٍ

تخريج مهاجمين مميزين وتنمية مهاراتهم

إعطاء فرصة أكبر للمواهب بالمشاركة

تحفيز ودعم اللاعبين المهاجمين

متابعة دوري المدارس

المواهب المحلية بالهجوم

عبدالله الحمدان

فراس البريكان

محمد مجرشي

أيمن الخليف

حمد الجهيم

عبدالرحمن غريب

هزاع الهزاع

محمد الصيعري

علي الزعقان

عبدالرحمن الغامدي

أبرز المهاجمين السعوديين

ماجد عبدالله

حسام أبوداوود

فهد المهلل

سعيد العويران

محمد السويد

فهد الحمدان

عبيد الدوسري

حمزة إدريس

سامي الجابر

ياسر القحطاني

محمد السهلاوي

ناصر القحطاني

أبرز المهاجمين الأجانب

عمر السومة

عبدالرزاق حمدالله

غوميز

روني فرنانديز

أوهين كيندي

فيكتور سيموس

سيرجيو ريكاردو

أحمد بهجا

غودين أترام

سبيستيات تيجالي