لم تعد ميادين التفحيط تقتصر على الشبان المتهورين، بل دخلت النساء إلى هذه الميادين بشكل كبير، وذلك من خلال المقاطع التي تنتشر بين الحين والآخر، الأمر الذي يطرح عددا من التساؤلات حول ضبط مثل هذه الممارسات والقوانين الرادعة لها.

وكشف مفحط سابق وأحد هواة التفحيط، الملقب بـ«أبوناصر»، لـ«الوطن»، أن دور الفتيات في هواية التفحيط كان يقتصر على المشاركة في مواكب التجمعات للاستمتاع والمشاهدة، بل هناك تواجد عائلي في بعض ساحات التفحيط لأجل المشاهدة أيضا، مشيرا إلى أن هناك مسميات شائعة أو ألقابا لأدوار الفتيات خلال مشاركتهن، وأبرز هذه الألقاب «المُعززة» التي يقوم بدور إشعال حماس السائق وتوجيهه، وجذب أنظار الحضور إلى مواقع التفحيط.



وفيات بين المفحطات

أوضح أبوناصر أنه سبق أن حدثت حوادث مميتة لمفحطين وبرفقتهم فتيات، وبعضهن توفين نتيجة هذه الممارسة، وذلك أثناء المشاركة في إحدى مناسبات التفحيط بمنطقة القصيم خلال عام 2006، كما سجلت قضية سابقا ضد امرأة كانت تفحط وزوجها بجانبها في السيارة، وذلك في عدد من الطرقات العامة بإحدى المدن الكبيرة.

وأكد أن بعض الممارسات لهواية التفحيط يحاولن التعلم من الألعاب الإلكترونية المتخصصة في ذلك، بالإضافة إلى مشاهدة مقاطع التفحيط لمعرفة هذه الهواية أكثر، وهذا يجذبهم لخوض هذه التجربة.

حالات مسجلة

قال الهاوي السابق للتفحيط، إن مشاركة الفتيات في الهواية لا تعد ظاهرة، ولكنها موجودة قبل السماح لهن بالقيادة، وهناك حالات مسجلة لدى الجهات المختصة، مشيرا إلى أن قيادتها للمركبة وممارسة التفحيط لا تقلان خطورة عن مشاركتها فيما يعرف بـ«مواكب المفحطين»، نظرا لأن الأضرار من السيارات أثناء التفحيط تمتد للمشاركين مع المفحط، بالإضافة إلى الجماهير التي تكون عادة واقفة على جانبي الطريق التي تقام عليه الفعالية، بالإضافة إلى عابري الطريق والسيارات الكبيرة التي تسلك الطريق نفسه، خصوصا أن هناك ما يعرف بتحدي «الشطف» بين المفحطين الذين يتنافسون فيما بينهم بالمرور بسرعة كبيرة والسيارة في وضع غير مستوٍ، وذلك بجانب الشاحنات وكذلك الجمهور.

مواقع آمنة

أكد عدد من المفحطين السابقين لـ«الوطن» أنه يجب على الجهات المختصة إيجاد أماكن مخصصة لهذه الهواية تجنبا لإزهاق الأرواح ومخالفة سلامة الطريق وتعريض الآخرين للخطر، وهذا يتطلب إيجاد مواقع مجهزة بأفضل معدات الأمن والسلامة وفتح المجال للشباب والفتيات، وإتاحة الاستثمار في هذا المجال نظرا لوجود رغبة كبيرة بين الشباب والفتيات لممارسة هذه الهواية الخطيرة. وأكدوا أن إنشاء ساحات مخصصة لهواية التفحيط سيحد من ظهور ممارسات خاطئة في الطرق العامة.

تطوير الممارسين

أفاد المفحط أبوناصر بأن تخصيص مواقع لممارسة هذه الهواية تحت إشراف الجهات المعنية وتخصيص جوائز لها، واحتضان هذه الفئة وتطويرهم، سيسهم في انتشار هذه السلوكيات القاتلة على الطرقات العامة، مبينا أن أخطر الممارسات هي التي يقوم بها الدرباوية، حيث تصاحبها غالبا ممارسات خطيرة جدا مثل إطلاق النار من داخل السيارة أو ساحات التفحيط.

سيطرة وقوة

قالت إحدى ممارسات التفحيط سابقا -امتنعت عن نشر اسمها- لـ«الوطن»، إن هناك العديد من الهواة لهذه الهواية التي تعد مميتة لعدم توفر بيئة ملائمة، وهذا ما يزيد من شغف الفتيات للمشاركة بها، واصفة شعورها خلف المقود أثناء التفحيط بالسيطرة والقوة، وتزيد هذه الظاهرة في مواسم محددة مثل موسم الاختبارات وشهر رمضان وخلال الإجازات.

أزياء رجالية

أكدت أن الفتيات يتنكرن في أزياء رجالية مثل الثوب والشماغ أثناء جولات أو ما يعرف بـ«أشواط» التفحيط، حتى لا يتم تميزها بأنها فتاة، وحتى لا تتعرض للملاحقة القانونية، حيث يقتصر الدور في المستوى الأول على التعزيز ورفع معنويات المفحط وتهيئة الموسيقى المناسبة حتى يتمكن من إكمال «الشوط» على أكمل وجه. وأضافت أن من طرق تغيير المظهر أيضا وضع قصة معينة للشعر أو قناع على الوجه.

اكتساب الخبرة

بينت المفحطة السابقة أن احترافية الفتيات في هذه الهواية لا تقارن بخبرة الشباب الذين يمارسون هذه الهواية منذ بدء القيادة، حيث إنه يتعين على الفتاة تعلم القيادة ثم التعزيز واكتساب الخبرة من المفحط، بالإضافة إلى ممارسة التفحيط تحت يد الأفضل حتى تبدأ بالمشاركة بشكل تدريجي في التصوير من داخل المركبة، ومتابعة مساره إلى الممارسة بشكل كامل.

وأشارت إلى أن عملية التفحيط تشوبها سلبيات عديدة أبرزها عدم تهيئة المركبة لهذه الممارسة، حيث شاهدت حوادث خطيرة لمفحطين بسبب عدم فحص الإطارات وما إلى ذلك، مؤكدة أن المشاهير من المفحطين يتم توفير المركبة التي سوف يشارك فيها، إما أن تكون مستأجرة أو مسروقة أو يملكها صديق يتبرع بها، بالإضافة إلى دفع مبالغ تصل إلى 10 آلاف ريال للمفحط في حال كسب الأشواط أو يأخذ المركبة ذاتها ملكا له.

دراسة الهواية

وحول القبض مؤخرا على مفحطة بالقطيف، قالت إنها مارست التفحيط وهي تحت سيطرة الشغف تجاه الهواية، مبينة أن تغليظ العقوبات فقط لن يجدي نفعا، بل يجب دراسة هذه الهواية لخطورتها مقابل الإقبال عليها، خاصة أن ضحايا التفحيط ما زالوا على ممارساتهم رغم العقوبات التي طبقت ضدهم، بل إن هناك من منع من القيادة بسبب تكرار ذلك، وهذا يضع الجهات المعنية أمام النظر في حلول واقعية واستثمار طاقات للشباب والفتيات، بطريقة قانونية وتهيئة مضامير خاصة لذلك كما في العديد من دول العالم.

بيئة داعمة

تقول الأخصائية الاجتماعية بشرى السالم، إن هناك 3 عوامل تعرقل توجه الفتيات لهواية مثل التفحيط تتمثل في عدم وجود بيئة داعمة ومشجعة ومبررة ولقلة خبرة المرأة النسبية بالقيادة، كما أن هذه الهواية حتى على المستوى العالمي تعتبر هواية ذكورية، ونادرا ما تتوجه لها النساء.

وتشير إلى أن وجود حالة واحدة بين آلاف النساء لا يشير إلى حالة اجتماعية، وإنما حالة فردية ينبغي دراستها على حدة ومعرفة أسبابها ودوافعها، بالإضافة إلى معرفة عمر الفتاة ووضعها الأسري وبيئتها، ولا يجب تصويرها كنموذج للفتيات بشكل عام.

ليست هوايات نسائية

تشير السالم إلى أن الهوايات الخطيرة، من ضمنها التفحيط، ليست من الهوايات النسائية حتى على المستوى العالمي، ويخلو كثير من هذه الألعاب والهوايات التي تخصص لها مسابقات ومضامير من وجود مشاركات نسائية لعدم مناسبتها طبيعة المرأة، كما أنها ليست من الرياضيات التي تنمي قدرات المرأة ومهارتها أو تفيدها صحيا وجسديا، بل هي هواية خطيرة تشكل خطرا على الحياة، لذلك فلا يوجد أي توجه نسائي لهذه الهواية عالميا، فضلا على المستوى المحلي الذي تعتبر فيه المرأة جديدة نسبيا في القيادة، وتتعامل مع السيارة بحذر شديد وتلتزم بالأنظمة.

رفض اجتماعي

تؤكد السالم أن وضع المرأة في مجتمعاتنا ما زال محافظا على القيم والعادات، ولا يمكن أن نجد تجمعا نسائيا للتفحيط في الساحات العامة، لأنه أمر غير مقبول اجتماعيا، كما أنه مخالفة للأنظمة، ونادرا ما نجد توجها نسائيا لمخالفة الأنظمة، لأن المرأة محكومة بعادات وتقاليد تمنعها من ارتكاب المخالفات لأسباب أسرية وعائلية.

وأضافت أن هذا الرفض الاجتماعي يجعل من الصعب ظهور جماعات تفحيط نسائية، حتى إن وجد لها بعض الداعمين والمشجعين.

مسميات الفتيات في التفحيط

المعززة أو التعزيز: يختصر دورها في مرافقة المفحط وتوجيهه وجذب أنظار الجمهور

المصورة: يختصر دورها في تصوير السائق من خلال الجلوس في الكراسي الخلفية أو بث مشاهد ونشرها لجذب الحضور

التفحيط: ممارسات خطيرة تقام عبر استخدام السيارة بسرعات جنونية لا تقل عن 180 كلم/ الساعة وتحتاج إلى شوارع لا يقل طولها عن 3 كيلومترات

أبرز السيارات التي تستخدم للتفحيط

1 هوندا أكورد

2 سوناتا

3 كابريس

4 شفروليه كروز

5 كيا أوبتما

6 كيا كادينزا

الدرفت

هي استخدام مركبات ذات دفع خلفي، وغالبية المركبات يتم تزويدها بتقنيات تزيد من قوة دفع الإطارات والانطلاق للتفحيط على شكل خماسي، ويكون غالبا في ساحات مرخصة.

أبرز السيارات التي تستخدم للدرفت

1 كمارو

2 كرايزلر

3 دودج تشارجر

4 كابريس

5 موستنج

6 كورفت

أنواع التفحيط

عكسية: التفحيط بسرعة جنونية ثم الدوران بشكل متعاكس عدة مرات، ويحتاج تطبيقها إلى ممارسة طويلة لخطورتها.

التنطيل: السير على سرعات عالية، ومن ثم السير على شكل سلاسل مع الحفاظ على التوازن.

العقدة: التفحيط بسرعات عالية تتجاوز 200 للقيام بدوران عقدة كاملة، وتحتاج إلى مهارة عالية.

الدرباوية: فئة من المجتمع تجمعهم قروبات مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تحديد وقت ممارسة التفحيط بمركبات بيك آب أو لاندكروزر، وجميعها تكون معدلة، ويشترط في مشاركتها تفجر الإطارات للخروج من الساحة، وغالبية هذه الفئة من المراهقين أو صغار السن، وبكثرة تحصل بينهم مشاكل داخل الساحات بسبب دخول الساحة بدون إذن، أو لخلافات قبلية أو بسبب تصرفات خارجة عن المألوف، ويعرف عنهم العدائية ضد المجتمع والسلوكيات الخطرة والمجاهرة بالممنوعات. وقد وصلت بعض تصرفاتهم الخارجة إلى ارتكاب جرائم قتل.

السيارات التي تستخدم من قبل الدرباوية

01 ددسن بيك آب

02 هايلكس

03 لاندكروزر شاص

04 جيب لاندكروزر

05 جمس سييرا

الدرباوية

هي الفتاة التي تقود الموكب إلى موقع ساحة التفحيط، وتعتبر مشاركتها قليلة بسبب عدم تفضيل مشاركتها من قبل الشباب.

المُخرج

هو الذي يقوم بإعداد وإخراج مقاطع الفيديو بعد انتهاء التفحيط ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

الموجه

هو الذي يتابع ويحدد موقع ممارسة التفحيط، بالإضافة إلى متابعة قدوم الجهات المعنية للموقع لتحذير المشاركين والجمهور حول ذلك.

حزام الأمان

عبارة عن عدة أشخاص يسيرون خلف المفحط حتى لا يتم تجاوزه ويعرض الآخرين للخطر، بالإضافة إلى إغلاق الطرق الفرعية حتى لا يتم اعتراض المفحط.