باتت ظاهرة إقالات المدربين في الدوري السعودي للمحترفين ظاهرة سنوية، فلا يخلو موسم من إقصاء عددٍ كبيرٍ من المدربين الذين تتعاقد معهم الأندية قبل بداية الموسم، بل أضحت الظاهرة تطال المدربين الذين يحضرون في منتصف الموسم ما أثّر سلباً على نتائج الأندية في المنافسات المحلية والخارجية، بل جعلت تلك الأندية تعاني كثيراً من الاستقرار الفني بشكل لافت، فما أن يبدأ المدرب في الاستقرار على تشكيلة معينة ويتعرف على إمكانات لاعبيه، ومع تراجع النتائج التي ربما لا تكون لأسباب فنية بحتة، وربما تعود إلى خلل إداري واضح، أو عدم وجود لاعبين يصنعون الفارق، إلى جانب وجود لاعبين آخرين يرتكبون الأخطاء الفردية التي تكلف الفريق الكثير، إلا وتكون إقالة المدرب هي الشماعة الأقرب التي يمكن تعليق الأخطاء عليها بكل سهولة ويسر.

خيار أول

ظاهرة إقالة المدربين مستمرة في أنديتنا ومرشحة للزيادة ما جعل الأمر طبيعياً، كما أنه أضحى من المألوف أن يشرف على الفريق أكثر من مدرب في الموسم الواحد حسب النظرة العامة جماهيرياً وإدارياً وإعلامياً، وأصبح المدرب الخيار الأول للتضحية به؛ لأنه أسهل وسيلة لإرضاء الجماهير واحتواء غضبهم.

سؤال عريض

تختلف أسباب إقالة مدربي كرة القدم من قبل إدارات الأندية، إلا أن النتائج المتدنية والضغوط الجماهيرية تأتي على رأس هذه الأسباب، رغم الشروط الجزائية الكبيرة في عقود المدربين التي تكلّف خزائن الأندية مبالغ تصل إلى ملايين الريالات عند فسخ العقود، إلا أن ظاهرة إقالة المدربين والاستغناء عنهم قبل إكمال مدة تعاقداتهم تبقى من الظواهر المتكررة والملحوظة في الساحة الرياضية السعودية، والتساؤل الأكبر هل هذه الإقالات والمصروفات الكبيرة مبنية على دراسة وأنها ضرورة فنية، أم ردة فعل وشماعة فشل إداري وضعف أداء اللاعبين؟.

نسبة عالية

شهد الموسم الماضي في الدوري السعودي للمحترفين إقالة 20 مدرباً، رغم أن أندية الدوري 16 نادياً أي بنسبة 120% من النسبة الرئيسية، وشهد الموسم الجاري إقالة 11 مدرباً أي بنسبة 68.75%، إذ رحل مدرب نادي الوحدة الكرواتي ماريو ستيفانوفيتش، ومدرب ضمك التونسي محمد الكوكي، ومدرب الاتحاد التشيلي خوسيه سييرا ثم خليفته الهولندي هينيك تين كات، ومدرب الفتح التونسي فتحي الجبال، ومواطنه مدرب العدالة إسكندر القصري، ومدربا الأهلي الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش ثم السويسري كريستيان جروس، ومدرب الشباب الأرجنتيني خورخي ألميرون، ومدرب التعاون البرتغالي باولو سيرجيو، ومدرب الحزم الروماني دانيال إيسايلا.

ظاهرة منتشرة

ظاهرة إقالة المدربين ليست محصورة على الدوري السعودي، إذ إنها منتشرة في دوريات أخرى وقريبة مثل الدوري المصري، إذ اضطرت أغلب الفرق المصرية المتنافسة على البطولات المحلية إلى تغيير المديرين الفنين، وتفاقمت الظاهرة ووصلت إلى 20 مدرباً خلال الموسم الماضي في الدوري الذي يضم 18 نادياً أي بنسبة 111%.

عدوى الإقالات

لم يكن الدوري الإماراتي للمحترفين أفضل حالا، ففي الموسم الماضي أقالت أنديته الـ14، 12 مدرباً أي بنسبة 85% من المدربين، وخلال الموسم الحالي تمت إقالة 4 مدربين وهناك مدرب خامس مرشح للرحيل أي بنسبة 36%، وفي الدوري المغربي وصلت إقالات المدربين خلال موسمه الماضي 12 مدرباً من أصل 16 مدرباً بنسبة 75%.

-%120 نسبة إقالات المدربين الموسم الماضي

-20 مدرباً أُقيلوا في الموسم المنصرم

-%67.75 من مدربي الموسم الحالي رحلوا مبكرا

-11 مدرباً رحلوا خلال الجولات السابقة للدوري

-%111 من مدربي الدوري المصري غادروا أنديتهم

-%85 من مدربي دوري الإمارات أُقيلوا

-%75 من مدربي الدوري المغربي أُقيلوا