في الوقت الذي وجه فيه القضاء السويسري اتهاما لرئيس نادي باريس سان جرمان الفرنسي، رئيس مجموعة قنوات beIN SPORTS القطرية، القطري ناصر الخليفي، والأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم الفرنسي جيروم فالك، في قضية فساد متعلقة بمنح حقوق بث تلفزيوني لمسابقات كروية، واستدعاء قطر في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، لمناقشة التهم الموجهة لها باستعباد عدد من العاملين لديها من جنسيات مختلفة تعمل في مشاريع مرتبطة بكأس العالم 2022، وتطبيق إجراءات غير إنسانية والإخلال بقوانين الأجور، ما زال الجدل حول شبهات رشوة وفساد وراء استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم عام 2022، يتعالى وسط مطالبات بإلغاء تنظيم الدوحة للبطولة العالمية.

قبول الرشاوى

بين القضاء السويسري أن الخليفي وفالك على علاقة بعملية منح حقوق بث لعدة نسخ من بطولتي كأس العالم وكأس القارات، إذ اتهم فالك، الرجل القوي السابق في عهد السويسري جوزيف بلاتر، بـ«قبول الرشى، الفساد المستتر، سوء الإدارة الجزائية المشددة وتزوير الوثائق». فيما اتهم الخليفي رئيس مجموعة «beIN SPORTS» الإعلامية القطرية ورجل آخر يعمل في قطاع الحقوق الرياضية لم تتم تسميته، بـ«التحريض على سوء الإدارة الجزائية المشددة»، كما اتهم الرجل الثالث بـ«الرشوة».

وأشار الادعاء إلى أن فالك تلقى مزايا مفرطة من المتهمين «استرد فالك دفعة أولى بنحو 500 ألف يورو سددها لطرف ثالث عند شراء فيلا في سردينيا، بعد شراء الخليفي الفيلا عبر شركة بدلا من فالك. حصل بعدها فالك من الخليفي على حق حصري باستخدام الفيلا لفترة 18 شهرا - حتى موعد إيقافه من قبل فيفا - بدون أن يدفع إيجارا مقدرا بين 900 ألف يورو ونحو 1,8 مليون يورو».

3 أعضاء

كشف تقرير المحقق الأمريكي السابق مايكل جارسيا، قبول 3 أعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم دعوة للسفر إلى ريو دي جانيرو البرازيلية، على حساب الاتحاد القطري، والحصول على أموال قبل التصويت على استضافة مونديال 2022.

تقرير جارسيا

تعالت الأصوات المطالبة بسحب تنظيم المونديال من الدوحة، بعدما كشف تقرير المحقق الأمريكي السابق مايكل جارسيا، قبول 3 أعضاء في فيفا دعوة للسفر إلى ريو دي جانيرو، على حساب قطر، والحصول على أموال قبل التصويت على استضافة مونديال 2022. ونشر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، على موقعه بالإنترنت، تقرير المحقق السابق في الفيفا مايكل جارسيا عن التحقيقات السابقة بشأن وجود فساد محتمل فيما يتعلق بمنح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب. ونشر فيفا التقرير على موقعه بالإنترنت بعد قرار من لجنة القيم. وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية ذكرت في وقت سابق، أنها استطاعت الوصول إلى التقرير غير المنشور لجارسيا. وذكرت الصحيفة أن تقرير جارسيا المكون من 430 صفحة يتضمن أن 3 مسؤولين تنفيذيين بفيفا، سافروا إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لحضور حفل هناك على متن طائرة خاصة تابعة لاتحاد كرة القدم القطري قبل عملية التصويت، وأنه جرى دفع مليوني دولار لابنة مسؤول بفيفا عمرها 10 أعوام، كما تناول تفاصيل عن دور أكاديمية التفوق الرياضي (أسباير) في العاصمة القطرية الدوحة.

وثائق سرية

كشفت صحيفة Sunday Times البريطانية أنها اطلعت على وثائق سرية تظهر عرض دولة قطر مبلغ 3.75 مليارات ريال «مليار دولار»، لاستضافة مونديال 2022، منها مبلغ 1.5 مليار ريال «400 مليون دولار» لـFIFA بشكل سري قبل 21 يوما من اتخاذ قرار استضافة كأس العالم 2022، وجاءت تلك المبالغ عبر توقيع عقدين مع الفيفا من خلال أداة قطر الإعلامية الجزيرة، حيث تضمن العقد الأول رسوم نجاح بمبلغ 375 مليون ريال «100 مليون دولار» تمنح لـFIFA فقط في حالة فوز قطر بالاستضافة، والثاني جاء بعد 3 سنوات من خلال عقد بث حقوق تلفزيونية بمبلغ مهول يُقدر بـ1.8 مليار ريال «480 مليون دولار».

انتهاك للأنظمة

أكد التقرير أن قطر اشترت حق الاستضافة فعليا، وأن العرض البالغ 1.5 مليار ريال «400 مليون دولار» يمثل انتهاكا واضحا لأنظمة الرشاوى بالـFIFA. ثم تطرق التقرير إلى ما قاله سيب بلاتر لأعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا بأنهم سيحصلون على مكافأة استثنائية قدرها 750 ألف ريال «200 ألف دولار».

رسوم عالية

تظهر الملفات التي اطلعت عليها Sunday Times توقيع مديرين تنفيذيين في شبكة الجزيرة، التي تديرها قطر، لعقد تلفزيوني وعرض ضخم، في الوقت الذي وصلت فيه حملات عروض استضافة كأس العالم إلى أشد ذروتها. وتضمن العقد رسوم نجاح لم يسبق لها مثيل وتُقدر بـ375 ألف ريال «100 مليون دولار»، وهو المبلغ الذي سيتم دفعه إلى حساب مخصص للفيفا فقط في حالة فوز قطر باستضافة كأس العالم في التصويت الذي جرى عام 2010. ويُمثل الأمر تضاربا كبيرا في المصالح للفيفا، كما أنه انتهاك لقواعدها الخاصة نظرًا لكون شبكة الجزيرة مملوكة، وتدار، من قبل أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان القوة الدافعة وراء العرض.

عقد ثان

ذكرت التقارير أن هناك عقدا ثانيا لحقوق البث التلفزيوني مقابل 1.8 مليار ريال «480 مليون دولار» أخرى عرضتها قطر بعد 3 سنوات من ذلك، قبل فترة وجيزة من إيقاف الفيفا لتحقيقه الذي طال أمده فيما يخص الفساد في عملية التصويت على العروض وإخفائه للنتائج. ويُعد العقد الآن جزءا من تحقيق في الرشوة من قبل الشرطة السويسرية. وهذا يعني أن الفيفا قد عُرض عليه مباشرة حوالي 3.75 مليارات ريال «1 مليار دولار» من قبل دولة قطر في أوقات حرجة من جهودها لاستضافة كأس العالم 2022 واحتفاظها بحق الاستضافة.

مطالبة بالتحقيق

طالب نواب بريطانيون بإجراء تحقيق فيما قدمته قطر من ملايين الدولارات لـ FIFA قبل منحها استضافة كأس العالم.

وشدد النائب في البرلمان البريطاني، داميان كولينز على أنه يجب إطلاق تحقيق حول الأموال قدمتها قبل منحها استضافة مونديال 2022، فالوثائق تظهر أن مُديرين تنفيذيين من قناة الجزيرة المملوكة من الحكومة وقعوا عقدا تلفزيونيا وقدموا العرض مع اقتراب انتهاء حملات ملفات استضافة المونديال. ودعا كولينز رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية FIFA إلى تجميد مدفوعات الجزيرة وإجراء تحقيق في العقد الذي «يبدو أنه ينتهك القواعد بشكل واضح». وانضم الديموقراطيون الليبراليون إلى الدعوة لإجراء تحقيق، حيث دعا زعيمهم السابق، تيمفارون، رئيسة الوزراء إلى توجيه الوزير الحكومي للاجتماع مع FIFA على وجه السرعة في محاولة لضمان موافقته لإجراء تحقيق عاجل.

رشاوى

3 تنفيذيين بفيفا سافروا إلى البرازيل على متن طائرة قطرية

3.8 مليارات مدفوعات قطر السرية لاستضافة المونديال

1.5 مليار ريال دفعت قبل 21 يوما من التصويت

1.8 مليار ريال تمثل شراء حقوق النقل التلفزيوني

375 ألف ريال رسوم نجاح الاستضافة ومنحها لقطر

750 ألف ريال المكافأة الاستثنائية لأعضاء اللجنة التنفيذية