صدارة الهلال لدوري الكبار وتوسيع الفارق النقطي مع أقرب منافسيه يتسببان في زيادة الضجيج الإعلامي خشية أن يظفر باللقب، خصوصا وأن لديه خبرة طويلة في مثل هذه المنافسات، وكانت أولى ردود الفعل خروج أصوات تشكك في مكاسبه ومحاباته على الصعيد التحكيمي، وفي ذات الوقت ترى أن هناك إجحافا بحق المنافسين الذين يأتون خلفه، وهكذا، علماً بأن ما يحدث على أرض الواقع يكشف عكس الطرح الذي يشبه الهراء الإعلامي.

الأخطاء التحكيمية التي رميت صوب الهلال جزافاً تنامت بشكل أكبر مع قرب نهاية السباق الذي نقف على الثلث الأخير منه، ولعل ما يؤكد الزيف أن جل المحللين أجمعوا على صحة القررات التي خاضها الهلال، بل كشفت الوقائع أنه الأكثر تضرراً من الأخطاء التحكيمية، في حين أن هناك فرقا - أنصارها ممن علت أصواتهم - قد تكون الأكثر استفادة، بدليل دخولها في أرقام قياسية في تغييب ضربات الجزاء المحتسبة عليها، وفي ذات الوقت قد تكون الأكثر في ما حسب لها، وتحديداً في أوقات حالكة، وتدرك التعادل، علاوة على أخطاء مؤثرة وسط الميدان لم تتخذ فيها عقوبات، اللافت أن البيانات ظهرت في توقيت الموسم الماضي نفسه والظروف ذاتها، ولا شك أن المعادلة في العام الفارط تحولت، وبغض النظر عمن استفاد وتضرر يفترض على اتحاد الكرة سلخ مثل تلك الرغبات التي لا يجيزها التنظيم الإداري بالمطالبة بإبعاد رئيس تلك اللجنة أو ذاك، صحيح من حق النادي الرفع للاتحاد السعودي، وتوضيح الأضرار التي تعرض لها فريقه، لكن هناك تنظيمات لا يسمح بملامستها، على سبيل المثال استبعاد رئيس لجنة الحكام، لأن ذلك تدخلا في معمعة العمل في دائرة اتحادنا العزيز، الذي ننشد أن يكون صارماً في قراراته. عموماً من يفهم في دهاليز الرياضة وخفاياها يدرك الهدف من خلق مثل تلك الأجواء وتناميها في ربعها الأخير، والأكيد أن التأثير على المتصدر بمحاولة زعزعة مسيرته مطلب للمناوئين، وبالتالي يتعين على اتحاد الكرة بتر مثل تلك الأفعال وتجسيد أجواء هادئة تخدم سباق التنافس، والاستفادة من أحداث الأمس التي تغير فيها العديد من رؤساء اللجان ومن يقود دفة الاتحاد، ووصلت التبديلات إلى أرقام قياسية لاتحاد يدير منافسات لها قيمتها الاعتبارية، ودُفعت له مبالغ طائلة من أجل إنجاح منظومة العمل، وتلك الحوافز لا يمكن أن تحدث في أي دولة أخرى، ولا شك أن دعم الدولة حفظها الله يفترض أن يستفاد منه لتسيير الأمور في مرافئ النجاح، لأن ذلك في النهاية لمصلحة الرياضة السعودية والنهوض بعطاء منتخبنا الوطني.