جرت عادة المسؤولين أن يرافقهم عدة أشخاص، فمنهم المسؤول عن الحراسة، والمختص بالمراسم، فضلاً عن الطبيب الخاص وحتى الذواق للطعام، ولكن لم أجد «المرافق الناصح» الذي يكون قريباً من المسؤول ومحل ثقته و«يمون» عليه، ليصارحه بحركاته وسكناته فضلاً عن أقواله وأفعاله؛ ليتفاداها لمصلحته الخاصة، فضلاً عن العامة.

والواقع لدى الكثير أنه لا وجود لهذا «الناصح الأمين» الذي يرصد «معزبه» لينصحه لحظة بلحظة قبل أن يلحظه الناس، بحيث يكون مثل المخرج مع المذيع يوجهه حتى بتعديل جلسته وحركة يديه فضلاً عن أدائه، من أجل أن يكون «المنصوح» في محل الكمال «المحمود» وليس النقص «المذموم».

وحينما يكون الذين حول المسؤول مجرد «خويا» ولا يجرؤون على نصحه؛ فقل عليه السلام، حيث لا «فرامل» تمسكه ولا «مسّاحات» تزيل الغبار عنه ولا «نور» لظلمته، فتمضي الأيام من فشل إلى فشل وهو في داخل «برجه العاجي» الذي لا يسمع منه إلا «سم طال عمرك» وخداع «كلش تمام سيدي»، ولا يصحوا إلا على طارق الإعلان عن «أمر» إعفائه، وحينها لا يصح إلا الصحيح، ولا يبقى في الأرض إلا ما ينفع الناس، وأما زبد التملق والنفاق فيذهب جُفاءً مع ذهاب صوته وصيته ولا تبقى إلا حقيقته التي تشهد له أو عليه.

فهل يبادر المسؤول بأن يعين بجواره هذا «المراقب الأمين» الذي ينصحه ليبرئ ذمته فيكسب رضا الله ومحبة خلقه؟