من الطبيعي وجود منظمات إقليمية ودولية في شتى التخصصات الدينية والبرلمانية والسياسية والاقتصادية، لتحقيق مصالح الدول والشعوب، ولكن عليها واجب الأفعال وليس مجرد البيانات.

وكنا -خلال عقود- نشكو غياب المنظمات، ثم صرنا نشكو غياب أفعالها، ثم غدت مجرد ظاهرة صوتية، ثم وصلنا إلى حد أنه حتى مجرد البيانات للشجب والاستنكار قد غابت أو قلّت، وبلغة هزيلة لا تجرؤ حتى على الصدع بالحق في تحميل المعتدين المسؤولية بأسمائهم.

ومن ذلك، شجب «التدخلات الخارجية» دون التصريح بأنها إيران وتركيا، وحينما لا تجرؤ حتى على تسمية المعتدي فكيف إذن ستقاومه، في حين أن الأقلية التي تشكل طابورا خامسا لهما، تنجح في بتر «البيانات الختامية».

ومشكلتنا أولا تكمن في الوعي بحقيقة العدو، ثم الشجاعة في تسميته، ثم الصدع بشجبه، ثم مباشرة مقاومته بحزم ودون مواربة.

وحينما تعجز عن مجرد ذكر اسمه، فتصبح بياناتك مجرد «حلطمة» جبان عاجز ضد «عدو» مستتر، قادر على استغلال نقاط ضعفك التي تُجمّلها بمزاعم الحكمة والدبلوماسية.

وبالتالي، فنحن كخليجيين وعرب ومسلمين، لسنا بحاجة إلى هذه الزحمة من المنظمات التي لا تكتفي بالعجز عن العمل، بل تعجز حتى عن الكلام، وبدلا من أن تكون «المنظمة» مجرد ظاهرة «صوتية»، صارت عبارة عن ظاهرة «صمتية».

وحينما يكون لك لسانٌ شجاع، فضلاً عن أنياب ومخالب، فتعال لأحترمك وأثق بك، وإلا فيكفي خداع الشعوب بمخدر «البيانات الباكية».