أدانت اللجنة الدولية للتحقيق في سورية أوضاع حقوق الإنسان فيها، ‏مشيرة إلى أن عملية درع الربيع التي أطلقتها تركيا في شمال غرب ‏سورية أدت إلى نزوح 100 ألف شخص خلال الساعات الـ24 ‏الأولى من العملية في 10 أكتوبر الماضي.‏ وعقد مجلس حقوق الإنسان أمس في جنيف حوارا تفاعليا مع اللجنة ‏الدولية للتحقيق في سورية، وقال رئيس اللجنة باولو بينهيرو أمام ‏المجلس، إن صور إدلب تتحدث عن نفسها، وإن الهجمات الجوية ‏وقصف النظام وحلفائه دمر المدارس والمستشفيات والمخابز ‏والأسواق والمنازل.‏ وأضاف أن المدنيين يفرون شمالا سيراً على الأقدام ويحرقون ‏ملابسهم وممتلكاتهم لتدفئة أطفالهم وإنقاذهم من الموت بسبب البرد ‏القارس، حيث تم تشريد نحو مليون شخص، مبينا أن أكثر من 3 ‏ملايين شخص ما زالوا محاصرين في شمال إدلب في غياب ‏للمساعدات الإنسانية، مما أدى إلى نقص خطير في الغذاء وتلبية ‏الاحتياجات الأساسية.‏

اتفاق جديد للاجئين

رغم التوتر الواضح في اجتماعه مع الطرفين، سعى الرئيس التركي ‏رجب طيب إردوغان للحصول على مزيد من الدعم من حلف شمال ‏الأطلسي والاتحاد الأوروبي في لقائه الذي جرى في بروكسل، فيما ‏أعلنت أنقرة أنها تأمل في التوصل إلى اتفاق جديد مع الاتحاد ‏الأوروبي لحل أزمة الهجرة بحلول 26 مارس.‏ وكانت تركيا طلبت دعم أوروبا في حربها في سورية، وتأييدا ‏لمشروع المنطقة الآمن على شمال سورية، فضلا عن طلبها صواريخ ‏باتريوت الدفاعية من حلف الأطلسي، إلا أن المسألة تعقدت جرّاء ‏قرار أنقرة المثير للجدل شراء صواريخ دفاعية روسية من طراز ‏‏«إس-400».‏

أزمة الهجرة

أعلنت تركيا أمس أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس ‏الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزوران إسطنبول الأسبوع المقبل ‏لمناقشة أزمة الهجرة، دون تأكيد للزيارة، غير أن أوروبا قالت حتى ‏الآن إنها ستنظر في مسألة استقبال 1500 لاجئ من الأطفال، لكنها ‏ركزّت أكثر على تعزيز الإجراءات عند حدودها مع اليونان.‏ وأوضح وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، أمس، أنه إذ ‏تم التوصل إلى اتفاق بحلول 26 مارس فسيطرح على الطاولة خلال ‏قمة القادة الأوروبيين التي ستعقد في ذلك الموعد، وذلك غداة قمة ‏عقدت في بروكسل بين الرئيس التركي ورئيسة المفوضية الأوروبية ‏أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.‏ ودُعي إلى هذه القمة بشكل طارئ بعدما أعلنت تركيا قبل أسبوعين ‏عن فتح أبوابها مع أوروبا لإفساح المجال أمام المهاجرين الراغبين ‏في الرحيل، مما تسبب بتدفق عدد كبير من المهاجرين إلى الحدود ‏اليونانية، فيما قرر الاتحاد الأوروبي وأنقرة خلال المحادثات ‏مواصلة المفاوضات حول مسألة الهجرة.‏