حينما نلتفت صوب هذه الكرة الأرضية التي تعجّ بالاختلالات، ليس بدءا بثقب الأوزون ولا انتهاء بفيروس كورونا الجديد، فنجد الفروقات بين الدول والشعوب بنوعيها «الإيجابي والسلبي»، والحكمة ضالة العاقل، فيختار الأكمل ويكمله.

ومن ذلك، أن تجد رئيس دولة أو حزب يخرج على الناس كل يوم بخطاب مسرحي طويل وعريض، وفي المقابل تجد غيابا كاملا لآخرين على هذا الكوكب. وكلاهما على خطأ، والصواب أن يخرج بين وقت وآخر، بوسطية واعتدال.

وهكذا على مستوى الوزراء ورؤساء الأجهزة الحكومية، إذ لا نراهم على منصة الشورى في استجواب سنوي، ولا يظهرون في لقاء أسبوعي، أو مؤتمر صحفي دوري، وأحسنهم من يتصدق علينا في «تويتر» بتغريدات باهتة.

ويعجبني الرئيس الأمريكي ترمب، إذ يتواصل عبر «تويتر» بكل حيوية، في مقابل أن أكثر وزرائنا إما ليس له حساب في «تويتر» أو أنه حساب شبه ميت، وحتى المتحدثين الرسميين، شبه غائبين، في حين إدارات الإعلام تدفع من المال العام لتسويق إنجازات قد تكون وهميةً أو مُبالَغا فيها، دون أن نجد المسؤول المثالي الذي يثق في نفسه وإنجازاته، ويخرج للناس كل يوم في «تويتر» ويستقبل الإعلاميين كل أسبوع، ليسمع منهم ويجيب عليهم.

نحن لا نريدهم مثل إردوغان ونصرالله، بمسرحياتهما المطولة، ولكن نريد أن نكون مثل بعض الوزراء والمسؤولين في العالم، بحيث يعلم الناس ماذا جرى ويجري وسيجري في أجهزتهم الحكومية.