يوم الإثنين، سجلت وزارة الصحة 118 حالة مصابة بكورونا الجديد، ويوم الأحد كانت قد سجلت 103 حالات، وقبلها بيوم 86 حالة، واليوم السابق 62 حالة، واليوم الذي يسبقه 21 حالة، أما أول يوم فقد كان 5 حالات.

عندما تنظر إلى الرقم من 5 حالات مقارنة بـ118 حالة، ربما تقول إن الأمر استشرى والوضع خطير، لكني سأقول لك أرجع البصر كرتين فسينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير.

عندما تعاود النظر، ستجد أن وتيرة الزيادة أو سمّها «معدل الزيادة» في انتشار هذا المرض قد انخفض بشكل كبير، ففي اليومين الأولين كان الازدياد كبيرا حقا، ولكن بعد ذلك تناقص وأصبح الفرق بين 62 حالة و،86 فرقا بسيطا، بل نقص الفرق بشكل أكبر بين 86 حالة و103 حالات.

وسأعرضها لك بشكل أوضح، فعندما تخضع هذه الأرقام لعملية حسابية تحسب فيها نسبة التزايد، ستجد أن انتشار كورونا في أول يومين كان 37 %، لكنه في آخر يوم انحسر وأصبح لا يشكل سوى 14 %، وبناء على هذه الأرقام فإني أتوقع أنه في خلال 4 أيام ستنخفض نسبة انتشاره إلى 11%، إذ إن نسبة النقص تنزل شيئا فشيئا عند الاقتراب من الصفر، وسنصل إليه حتمًا.

وبصورة ربما تكون أوضح للكثير، لمن لا يحب لغة الأرقام، فقد كنت في عيادتي قبل 5 أيام أحصل في 8 ساعات على ما لا يقل عن 14 حالة «اشتباه»، وفقا للمعايير الطبية العالمية، والحق أني في عيادة الأمس «الأحد» لم أحصل إلا على حالة اشتباه واحدة فقط. فلك أن تتفاءل عزيزي القارئ عند رؤيتك الفرق بين الرقم 14 والرقم 1 في غضون 4 أيام فقط!.

لا مجال للشك في أن هذه السيطرة على الفيروس لم تكن لتتأتى -بعد توفيق الله- إلا بما تسديه حكومتنا الرشيدة لمواطنيها من بذل للغالي والنفيس، حفاظا على رفاهية المواطن، ولعل الكثير لا يعلم أن معدل الإنفاق الصحي للفرد قد ارتفع بـ8.85 % في 2016، بمبلغ 386 دولارا أمريكيا، في قفزة إنفاق قلّ أن تجد لها نظيرا في العالم، وهذا شيء من ألف شيء وشيء.

والحق، فإن هذه السيطرة المحكمة المدهشة للعالم على هذا الوباء، كانت وراءها جهود حثيثة لا تتوقف من وزارة الصحة، ابتداء باجتماعات لقياداتها، وعلى رأسها وزير الصحة، طوال ساعات اليوم وحتى منتصف الليل، وانتهاء بجهود مستمرة من أبطال الصحة الذين يباشرون المصابين على أرض الحدث، بعزيمة لا تكل ولا تمل، متعرضين لأي خطر محتمل في سبيل خدمة الدين والملك والوطن.

ختاما، فإن هذا المقال لم يكن «مسكنًا» زائفًا، بل حقيقة تثبتها لغة الأرقام، تعكس ما تقوم به وزارة الصحة من جهود لا تخفى على ذي لب، ولكني -وضع تحتها خطا- لا أنتظر أن يكون هذا المقال مثبّطًا عن أداء الجهود المناطة بنا، ممارسين صحيين ومرضى ومجتمع، على حد سواء، وحذارِ أن يكون باعثا للاتكالية فيكون لسان حال أحدهم نحن أنجزنا وسنأخذ قسطًا من الراحة!، فلربما كانت المطمة في غفوة عين، وكلنا يعلم أن الوصول إلى القمة صعب، وها نحن أنجزناه، ولكن البقاء عليها هو ما يفرق به رجال عن رجال.. ودمتم بصحة.