مشهد في الصيدلية: كم سعر الكمام؟ 55 ريالا! لماذا؟ أعرف أن سعره 15 ريالا!! الصيدلي: والله يا عمي هذا السوق!!

وآخر: بكم معقم اليدين؟ الصيدلي: 15 ريالا! طيب يا خي كلها 50 مل أذكر سعره 7 ريالات!! فقال كما قال سابقه: والله يا عمي هذا السوق!!

ومن جانب آخر بينما ترى مستشفيات ومراكز وزارة الصحة والقوات المسلحة تعمل كخلايا النحل ليل نهار، وتنجز إجراءات «احترازية» تحسبا لأي أمر طارئ -لا سمح الله- في ثويب محكم متآزر متقن، في هذا الوقت الحيوي تجد المستشفيات والمجمعات والمراكز الخاصة -كما يقول العامة- «مثل المزهرية» لا تحرك ساكنا! لا مبادرات تقوم بها

ولا مشاركات مجتمعية ولا تعاون مع القطاعات الحكومية ولا المنشآت الصحية الحكومية أيضا، بل ولا حتى حملات توعوية وهي أضعف الإيمان!

لم نر صيدلية فتحت بابها وقالت: معقم اليدين يوزع مجانا، ولا حتى جعلوه مجانا ولو مع مشتريات وإن بلغت ألف ريال، فهم «يبلعون» ولا يشبعون!

لم نر مستشفى خاصا طبع ولو «بروشورا» توعويا لا يكلف ربع ريال عن أعراض كورونا أو حتى كيفية غسيل اليدين! فضلا عن أن يفتح بابه هذا المستشفى لمؤازرة المستشفى الحكومي ولو بمنحه مكانا «مجرد مكان» للعزل ولو من باب الحياء!

التجار المتمثلون خصوصا في الجانبين جشع الصيدليات وطمع المستشفيات الخاصة وانكفاؤهم على ذاتهم وكأن الأمر لا يعنيهم، يشعر الناس بأن وطنيتهم على المحك، فوطننا يستحق الدم فضلا عن المعقم والكمام!

الوطن والمواطن هما في الحقيقة من صنع هذا التاجر، وهما من أمده بالمال والمكان اللذين وصل لهما، وكما يقول العامة أيضا «لحم أكتافه من خير البلد»، هذا التاجر قليل المروءة في رأيي الذي تخلى عن وطنه ومجتمعه في هذا الوقت لا يستحق في رأيي أن يواصل «الاقتيات» من ظهور المواطنين في الأيام المقبلة، «والله يغنينا عنه». قبل الختام، فإن رسالتي لهؤلاء بأن أقول إن المواقف الصعبة هي من تظهر معادن الناس، وسيأتي يوم -وهو قريب بإذن الله- وينجلي هذا الوباء، فماذا عساكم أن تقولون لوطنكم بعد تقصيركم المقيت؟! وماذا ستقولون لأبنائكم ومن يراكم قدوة؟! بل وماذا سيقول الواحد منكم لنفسه عندما يصحو ضميره وهو يأكل من خير البلد ويشرب ويأمن، ثم يجد نفسه لم يقدم لهذا الوطن المعطاء شيئا؟!

ختاما، فإني أحث رجال الأعمال من أرباب المستشفيات الخاصة والصيدليات ونحوها الاضطلاع بالدور و«تبييض الوجه» والمساهمة في الدور الصحي، وأنا أعد المنشأة التي ستسهم في عمل يرقى لخدمة المجتمع أن أستأذن من إدارة الصحيفة وأشيد بها على الملأ في هذا الواجب الوطني المشرف، وما زالت الفرصة أمام الجميع مطروحة. وأخبركم معشر التجار من بعد الختام: بأن الحكومة متمثلة في وزارة الصحة ليست في حاجتكم في الواقع، ولكن هذا العمل «دون لحاكم» وكما يقولون: «أنتوا وشيمتكم»، ودمت يا وطني بصحة.