يوم الإثنين الماضي، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بفرض منع التجول من السابعة مساء حتى السادسة صباحا في كل مناطق المملكة، حرصا منه -حفظه الله- على شعبه، ولكي تتم السيطرة على فيروس كورونا من الانتشار، فللأسف رغم كل الحملات والدعوات ما زالت هناك فئة من المجتمع لا تقدر ولا تتفاعل ولا تعرف مصلحة نفسها، وخطر ما تقوم به تجاه باقي أفراد المجتمع..!

قرار المنع هذا يخبرنا أن الأمر لا يحتمل تجاوزات، ولا يسمح بتهاون فئة على حساب مجتمع بأكمله، فنحن جميعا في مركب واحد، وممارسات خاطئة من بعضنا قد تجعلنا نغرق جميعا!.

من المؤسف أن فئة من مجتمعنا لم تبلغ بعد سن الرشد، ولم تدرك مصلحة نفسها والآخرين جيدا.. لذا لجأت السلطات إلى مثل هذه القرارات، وفرضت الغرامات اللازمة لردع كل مخالف لها.

لذلك نحن على ثقة أننا في حضرة رجال يعرفون مصلحتنا أكثر منا، مما يجعل قراراتهم تخرج في الوقت المناسب، ويبقى لنا السمع والطاعة، ومد كل العون لهم في أمرهم كله.

مع قرار المنع هذا، يجدر بنا أن نتبين مفردة المنع هذه، ونذهب بها لحياتنا ونرى أي شيء نمارسه ونكتشف أننا في حاجة لقرار منع عليه!

بنظرة بسيطة لممارساتنا في الحياة سنجد أن الأشياء التي تحتاج لأن نمنعها ونمنع أنفسنا عنها كثيرة، كحس اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية فيما يخص الفرد والمجتمع، وركوننا للعبث وعدم الجدية، مما يتسبب في تداعي كثير من الأمور وتفاقمها علينا.

فليت كل واحد منا يشعر بحجم المسؤولية ويرفع لافتة #كلنا_مسؤول، لتنتظم أمور كثيرة حولنا كي لا نحتاج لقرارات صعبة تضبط الأمور وتعود بها إلى نصابها..!

نحن بحاجة أيضا لمنع كل الإشاعات التي تتسبب في زعزعة كيان المجتمع وبث روح الفرقة والنزاع بين أفراده، فالتغاضي عنها نذير خطر لتدهور المجتمعات وتردي حالها، وهذا الذي لن نسمح به أبدا.

كذلك نحن بحاجة لأن نحظر ممارسة العداء والتخوين لبعضنا، من خلال تصيدنا الأخطاء والهفوات وبحثنا عن الزلات لنشهر ونشنع ونفجر في الخصومة والحسد وتصفية الحسابات، وكأن من اختلفنا معه ليس فردا منا يجمعنا معه وطن ودين واحد..!

من يرى كذلك إعلامنا الجديد سيحتاج لرفع ألف منع ومنع على ممارسات نصافحها في السناب والتويتر من فئة ابتلينا بها وصحونا يوما ووجدناها تتسيد المشهد وتتصدر المجتمع، بل وتفرض رأيها في تحديد مسارات بعضنا من خلال تبعية حمقاء لها..!

كذلك نحن بحاجة لأن نمنع من نال فرصة تمثيل بلادنا ولم يحسن تقديم صورة تليق بنا كدولة وشعب، ومارس ممارسات جعلت الآخر ينظر إلينا ويتهمنا بما ليس فينا..!

سيطول الأمر ونحن نضيء هنا وهناك، ونرفع لافتات منع نبحث من خلالها عن تنظيف مجتمعنا من شوائب علقت فيه وأضرته، ونمنح أنفسنا فرصة لأن نستعيد نظارتنا ونفرض منهجنا وشخصيتنا ونخبر العالم مع نحن..؟!