تعرضت الشركات العالمية المتخصصة في الحوسبة السحابية لاندفاعات كبيرة خلال الأيام الماضية بسبب الإجراءات التي اتخذتها عشرات الدول حول العالم، وذلك بفرض العمل عن بعد والابتعاد عن المقرات الرئيسة للعمل، الأمر الذي شكل ضغطا هائلا على هذه الشركات التي تتلقى آلاف الاستشارات في تكنولوجيا المعلومات، فضلا عن تدابير استثنائية في مراكز بيانات الحوسبة السحابية خوفا من إصابة أي من العاملين فيها، وهو الأمر الذي يعني تعطل هذه الحوسبة، وبالتالي تعطل الأعمال التي تمارس حاليا من المنازل.

ذراع تجارية عالمية

فيما تبرز مشكلة انتشار فيروس COVID-19 العابر للقارات، فإن الأمر ليس بالسهل على شركات الحوسبة السحابية التي تدير مشكلة كبيرة تحاصر الكثير من الأعمال. ولجأت الكثير من شركات القطاع الخاص الآن فضلا عن الجهات الحكومية في عدد من الدول إلى شركات الحوسبة السحابية، وذلك من أجل استشارات برامج وتطبيقات العمل عن بعد التي تقوم بتثبيتها هذه الشركات لدى أرباب العمل.

يقول عدد من مديري مراكز البيانات إنهم يتأكدون بشكل يومي من حرارة الموظفين للتحقق من عدم إصابتهم بالحمى، إضافة إلى توفير الطعام والمياه والإمدادات الأخرى للموظفين، وذلك لضمان أن العمليات التي أصبحت أكثر أهمية للتجارة العالمية يمكنها أن تصمد أمام أي من صدمات هذا الوباء العالمي.

ارتفاع الطلب على تطبيقات الأعمال

رصدت «الوطن» عبر موقع App Annie المتخصص في التطبيقات الإلكترونية ارتفاعا كبيرا في تطبيقات الأعمال في الصين، بدءا من تطبيق Ding ثم تطبيق Lark ثم Tencent Meeting وأخيرا تطبيق «سحابة هواوي».

وبدأ ارتفاع الطلب على هذه التطبيقات منذ نهاية يناير الماضي، حيث ارتفعت أعداد تحميلها عن طريق متاجر الإنترنت بصورة ملحوظة وكبيرة.

مشكلة كمبيوترات المكاتب

لا تزال معظم الشركات في العالم تعتمد على البرامج وأجهزة الكمبيوتر التي يتم الاحتفاظ بها في المكاتب المادية، ولا يمكن استخدامها بسهولة بأي طريقة أخرى. ولكن نظرا لأن قيود السفر الحكومية في إيطاليا والصين والولايات المتحدة وأماكن أخرى تجعل هذه المكاتب يتعذر الوصول إليها، فيجب على الشركات إيجاد طرق للحفاظ على استمرار العمليات.

وتعمل خوادم الشبكات في العادة ضمن المكاتب ولا يمكن الوصول في الغالب إلى هذه المعلومات إلا عن طريق تخزين البيانات والبرامج وضمان تدفقها عن طريق الإنترنت للمستخدمين في الأماكن الأخرى، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للشركات غير القادرة على توفير ذلك لموظفيها.

بروتوكولات جديدة

في مراكز البيانات، تم إغلاق الأبواب للعملاء والاستشاريين والبناء حيث يقوم المشغلون بالتجريد من الموظفين الأساسيين لتجنب خطر إصابة العمال المدربين تدريباً عالياً الذين يميلون إلى رعاية وتغذية المعدات المتطورة وشبكات الاتصال.

وقالت شركة Digital Realty Trust Inc، التي تدير 210 مراكز بيانات على مستوى العالم، إنها تراقب درجات حرارة الموظفين في سنغافورة وهونج كونج لأن الحمى من الأعراض الأساسية للفيروسات المعروفة.

مشكلة شركات البيانات السحابية لا تقف عند هذا الحد، فعلى الصعيد العالمي، يتطلب الأمر كثيرا من المنظفات والمعقمات المضمونة، وذلك لتعقيم كثير من المناطق داخل الشركة مثل خوادم الشبكة ومقابض الأبواب وأجهزة القراءة البيومترية وذلك بشكل يومي.

كما يجب التأكد من أن مراكز البيانات لديها أماكن نظيفة لتناول الغذاء والماء والوقود والنوم، وذلك لحماية الموظفين ولمدة لا تقل عن 72 ساعة.

من جانبها، قالت شركة VMware Inc، وهي بائع رئيس لأدوات العمل عن بُعد، إنها قسمت الموظفين إلى مجموعات أصغر «لتغطية التحولات الإضافية وتوفير الملايين من النسخ الاحتياطية التي يزداد الطلب عليها بشكل غير طبيعي في مراكز البيانات».

أما شركة Equinix Inc فلديها 200 مركز بيانات حول العالم، وشرعت بسرعة في وضع إجراءات متعددة حول مسألة الصحة والسفر لموظفيها. وقالت الشركة إنها ستدير أي مركز بيانات عن بعد، وسبق أن أعلنت عن حالة مؤكدة مصابة بالفيروس، وقالت إنه سيتم عزل الموظفين العاديين فيما يستمر الموظفون المختصون في تخزين ونقل البيانات بالعمل داخل المراكز.

ارتفاع أسعار الخوادم

تخزين البيانات والحرص على أداء هذه العملية أمر مكلف للغاية بالإضافة إلى أنه يستهلك كثيرا من الوقت والجهد بالنسبة لشركات البيانات، كما تقول إليزابيث بيشيل، المتحدثة باسم مجموعة البيئات الحرجة، التي تحافظ على أنظمة الطاقة والتبريد لمراكز البيانات.

وأضافت أن تخفيضات الأنظمة المرتبطة بالأوبئة أدت إلى أن تستغرق الشحنات ثلاث مرات أطول من المعتاد.

بالإضافة إلى ذلك، قالت شركة TrendForce لأبحاث السوق، إن أسعار بعض أجزاء الخوادم ارتفعت بنسبة تتراوح بين 5 % و20 % وذلك بسبب ارتفاع الطلب. وقالت الشركة: «على سبيل المثال، في مشغل Tencent السحابي تحول العملاء الأكاديميون والشركات إلى التعليم عن بعد والعمل عن بُعد، الأمر الذي زاد من احتياجات الخوادم بنسبة 20 % هذا العام».

تطبيقات طبية ذكية

أعلنت وحدة ​الحوسبة السحابية​ التابعة لـ«علي بابا» ​​أنها ستزود العاملين في المجال الطبي على مستوى العالم بتطبيقات قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل مساعدتهم على مواجهة تفشي «كورونا».

وتخطط «علي بابا كلاود» لمساعدة العاملين في القطاعات الصحية بالاتصال مجانيًا وبشكل مباشر بالأطباء ذوي الخبرة في المؤسسات الطبية للاستعانة بهم عند الضرورة.

كما تستهدف تقديم أداة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي للمساعدة في فحص أعراض الفيروس والتنبؤ باتجاه الوباء مع معرفة موعد وصوله إلى ذروته.

فشل برامج البيانات في القطاع الصحي

أكد عدد من التقارير التقنية في الولايات المتحدة وأوروبا أن عددا من بيانات المستشفيات مغلقة ولا يمكن الوصول إليها، ويدرك الجميع أنه لو أتحنا الوصول إلى البيانات بشكل مباشر إلى شركات الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك قد يترتب عليه بعض المشاكل والخروقات للخصوصية، وهذا يعني أننا نحتاج إلى وضع تشريعات لمثل هذه الأمور. ولحلّ هذه المشكلة، طرح اقتراح في أن تقوم جهة حكومية مثل وزارة الصحة بتبني ربط جميع المستشفيات، لتصب بيانات المرضى في مخزن بيانات واحد تابع للحكومة. وفي نفس الوقت يتاح للشركات التي تريد الاستفادة من هذه البيانات دفع مبالغ معينة على شكل اشتراكات، والالتزام ببعض القيود. ووفقا لموقع tech-wd، كان من الممكن أن تساهم أنظمة قراءة البيانات التي تقرأ معلومات المستشفيات بتنبيه الوزارة إلى خطر معيّن، وهو الأمر الذي يحرك الأطباء لاتخاذ الإجراءات المناسبة، وغيرها من الخطوات الاحترازية التي كانت ستقلص حجم الضرر.

أشهر تطبيقات البيانات السحابية

Google Duo

يُعد واحدا من أهم التطبيقات التي يُمكن للعاملين والشركات الذين يعملون بنظام العمل عن بُعد الاعتماد عليه في التواصل الدائم لإدارة الأعمال؛ حيث يعتبر تطبيق Duo مخصصًا لمحادثات الفيديو عالية الجودة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر والشاشات الذكية.

Smartsheet

لا يقل هذا التطبيق أهمية عن التطبيقات الأخرى التي يُمكن استخدامها في إدارة الأعمال عن بُعد، وتُشير بعض التقارير إلى أن أكثر من 50 % من الشركات التي تطبق العمل عن بُعد تستخدم تطبيق Smartsheet، فهو مزود بواجهة سهلة الاستخدام تشبه جداول البيانات من أجل تخصيص المهام.

Wrike

يستخدم في أكثر من 14 ألف شركة ومؤسسة بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة، فهو من أقوى التطبيقات المخصصة لإدارة المشاريع والتخطيط والتعاون الجماعي، ويدعم التطبيق التعديل المباشر لإدارة الملفات؛ بحيث يمكنك مشاهدة تغييرات أداء الفريق لحظيًا، كما يُتيح إمكانية تحميل المستندات وتحريرها دون الحاجة إلى حفظ المرفقات على الهاتف أو الكمبيوتر الخاص.

Dropbox

يتيح استضافة توفر التخزين السحابي، وتزامن الملفات؛ حيث يُمكن أصحاب الأعمال والشركات من مشاركة مقاطع الفيديو والمستندات والصور وكثير من الملفات الأخرى في موقع مركزي، مع موظفيهم عن بُعد؛ من خلال إنشاء مجلد خاص على جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم، ثم تتم مزامنة محتوياته إلى خوادم دروب بوكس وإلى أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى التي ثبت المستخدم «دروب بوكس» عليها.

Desk Time

تُتيح هذه الأداة للمستخدمين إمكانية تعقب ما يقوم به فريق العمل، فهذه الأداة من أقوى الأدوات التي تُساعد في زيادة إنتاجية الشركات؛ من خلال الكشف عن كيفية إضاعة الموظّف للوقت الذي لم ينجز فيه شيئًا. وتظهر نتائج عمل الشّركة ككل ونتائج عمل الأفراد أيضًا.