فيما أكد خبراء غربيون أن انشغال دول العالم بمواجهة فيروس كورونا، يعزز موقف «داعش»، أنهت قوات سورية الديموقراطية عصياناً شهده سجن يضم الآلاف من الموقوفين المتهمين بالانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي في شمال شرق سورية، وفق ما أعلن متحدث باسمها أمس. وذكرت مصادر غربية أن التنظيمات الإرهابية، خصوصاً داعش تنظر لانشغال العالم بمكافحة أزمة فيروس كورونا حالياً كـ«فرصة» سانحة للعودة للواجهة، وتحرير سجنائها، وتجنيد المزيد من الأتباع، فضلاً عن شن المزيد من الهجمات استغلالا لتراخي القبضة الأمنية.

أعمال شغب

اندلعت الأحد أعمال شغب داخل السجن الواقع في مدينة الحسكة ويؤوي نحو خمسة آلاف موقوف، بينهم أجانب من جنسيات مختلفة.

وأعلن المتحدث باسم قوات سورية الديموقراطية كينو كبرئيل في بيان أنه خلال العصيان «تمكن إرهابيو داعش المعتقلون من تخريب وخلع الأبواب الداخلية للزنزانات، وإنشاء فتحات في جدران المهاجع، والسيطرة على الطابق الأرضي للسجن». وتدخلت قوات «مكافحة الإرهاب» التابعة لقوات سورية الديموقراطية بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي حلقت في الأجواء للمراقبة، وتمكنت وفق المتحدث من «إنهاء حالة العصيان الحاصلة، وتأمين المركز وجميع المعتقلين الموجودين داخله».

تحت السيطرة

وقال كبرئيل إن «الوضع في المعتقل تحت السيطرة بشكل كامل»، لافتاً إلى أنه لم يُسجّل هروب أي من المساجين، غير أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن أربعة معتقلين حاولوا الفرار، وتمّ العثور عليهم لاحقاً مختبئين في السجن، وأفاد بعودة الهدوء صباح أمس. ويقبع في سجون قوات سورية الديموقراطية، 12 ألف عنصر من التنظيم، بينهم 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من 54 دولة، فيما اعتقل الآلاف من هؤلاء خلال المعركة الأخيرة ضد التنظيم في بلدة الباغوز في شرق سورية.

انشغال العالم

قالت النسخة الألمانية لـ«دويتشه فيله» إن تفشي كورونا المستجد وانشغال دول العالم بمواجهته، يعزز موقف «داعش»، مؤكداً أن الفيروس يؤثر بصورة كبيرة على عمليات مكافحة التنظيم الإرهابي، وأنشطة الاستخبارات لجمع المعلومات عنه وعن عناصره، فضلاً عن أن تفشي الفيروس يقيد جهود الولايات المتحدة لمكافحة التنظيم في العراق، ويؤثر على جهود مطاردة عناصر التنظيم.

كورونا فرصة

وذكر الخبير الأمريكي في شؤون التنظيمات الإرهابية كولين كلارك «إن جائحة كورونا تجذب كل تركيز وموارد الدول الغربية في الوقت الحالي، وبالتالي يتراجع التركيز على تحركات وأنشطة داعش»، وتابع «هذا الوضع يفيد تنظيم داعش بشكل كبير ليتمتع بحرية حركة خلال فترة تفشي الفيروس، وقدرة على إعادة تنظيم صفوفه وتجنيد أتباع جدد، وربما كذلك تنفيذ عمليات إرهابية في العراق وسورية». وأضاف كلارك «إذا انتشر الفيروس في شمال سورية، سيضطر الأكراد إلى التركيز على مكافحته على حساب تأمين السجون التي يقبع فيها الآلاف من عناصر داعش، ما يمكن أن يسهل عملية هروبهم».

كيف يضر كورونا بمكافحة الإرهاب

انشغال دول العالم بمواجهة الفيروس يعزز موقف داعش

الفيروس يقيد جهود أمريكا في مكافحة التنظيم في العراق

ينشغل الأكراد بمكافحة الفيروس على حساب تأمين السجون

يمنح التنظيم قدرة على إعادة تنظيم صفوفه وتجنيد أتباع