مع تفشي وباء كورونا في العالم، انتهجت الدول إحدى سياستين: إما أن تقدّم أولوية الإنسان، وإما أن تقدّم أولوية الاقتصاد.

فاختارت السعودية -كعادتها منذ 3 قرون- تقديم أولوية الإنسان، وبعد المحافظة عليه يأتي لاحقا تعويض الاقتصاد.

في حين اختارت أوروبا ثم أمريكا -فضلاً عن لا مبالاة إيران وتركيا- تقديم الاقتصاد على الأرواح، فخسرت الأرواح وخسرت معه الاقتصاد، فلا الأنفس حافظوا عليها ولا الاقتصاد حموه، بل لو اهتموا بالأرواح أولا لحافظوا على الاقتصاد والكلفة الكبرى للضحايا.

وهنا، نفخر بأننا في السعودية كنا في جاهزية عالية ومبادرة حكيمة، بقرارات شجاعة استباقية وقائية، ولذا أنهينا مارس بسيطرة كاملة على الوباء، ودخلنا أبريل ونحن مطمئنون على أننا في الطريق نحو الخروج من الجائحة، بإذن الله، ثم بفضل حسن صناعة القرار الذي استقرأ تجربة الصين وغيرها، ثم حسن اتخاذ القرار بحزم صحي لمصلحة العباد والبلاد، ثم حسن تنفيذ القرار بصرامة أمنية أبهرت الجميع بسرعة الرصد والقبض، وبيد من حديد.

ولم تكتفِ السعودية بحماية شعبها والمقيمين على أرضها فحسب، بل حتى المخالفين للإقامة شملتهم برعايتها وعلاجهم مجانا، فضلا عن المواطنين في الخارج، والمعتمرين العالقين في الداخل، ناهيك عن وقوفنا مع الصين بداية أزمتها، وفزعتنا لإخوتنا في اليمن وفلسطين.

بعد ذلك، هل تلوموننا وغيرنا عبر العالم في حب السعودية، وملكها وولي عهدها، ورجالها المخلصين؟!