البدايات واكتشاف الموهبة

في مدينة الأودية والتاريخ الآثار والأخدود الشهير ولد، ونشأ وترعرع بين حقولها الزراعية، كبر هناك في ربوع نجران، حيث كان والده يعمل في السلك العسكري.

في مدرسته وبين أهله وذويه، تعلم أبجديات الغناء، ففي المرحلة المتوسطة 1982 كان لديه صديق يعزف على آلة العود خلال (رحلات مدرسية للطلاب) الصديق يعزف وهو يغني. صادف وجود شخص في المنطقة، كفيف البصر يسمى (أبو ممدوح) يعزف أيضا، و(حسين) يغني.

منذ صغره أحب الاستماع للفنانين (طلال مداح) و(محمد عبده)، تأثر بهما وسارع لشراء آلة عود، انكسر العود الأول، ثم الثاني، ثم عود ثالث، وما أن جاء دور الـعود الرابع، حتى استطاع حسين تعلم عزف أغنية للفنان (فهد بن سعيد) على وتر واحد.

كان لأصدقائه فضل اكتشاف موهبته إضافة لـ(أبو ممدوح). في 1985 بدأ مع (محمد الشادي) و(أبو ممدوح) وبعض المبتدئين تسجيل جلسات على (أشرطة كاسيت)، غنوا فيها لطلال مداح ومحمد عبده وسعد جمعة، طرحت التسجيلات في السوق، وكان حسين يطرحها باسم (حسين عبدالله القحطاني) قبل أن يختار لاحقاً اسمه الفني (حسين العلي) الذي ظهر مع أول أغنية من ألحانه عام 1988.

الظهور الأول

لم يكن غناؤه لأول مرة أمام جمهور خارج حدود نجران، فقد اعتاد فنانو المنطقة، إحياء حفلات الزفاف، ففي 1987 وبالتحديد في زواج زميله (محمد قربان اليامي) حضر جمعٌ من الفنانين في ليلة جميلة لا ينساها ظلت في ذاكرته إلى اليوم، كان ظهوره الأول بحفل تم تصويره بالفيديو.

ألبوم أول

بعد حرب الخليج مباشرة عام 1991 لم يثن حسين شيء عن الانطلاق، فعلى حسابه الشخصي أنتج أول ألبوم له، في وقت كانت الشركات لا تتقبل أي فنان جديد على الساحة، إلا على حسابه الخاص، وبالتعاون مع شركة تسجيلات (نجران) قدم ألبومه دون مقابل، سُجلت الأغاني بالرياض في استديو (هتاف) التابع للفنان (سلامة العبدالله)، سجل بـ(العود والإيقاع فقط) (6) أغانٍ تكلفتها (5000 ريال)، وكان توزيع الألبوم في الأسواق ناجحا جداً، ما دفعه لتسجيل شريط ثان وثالث وبأقساط شهرية قدرها (15000 ريال)، ويقول حول ذلك إن حبه للفن ملأه قناعة بأن المعاناة تهون في سبيل الفن والانتشار.

اقتراح خالد

شيراتون (الدوحة) في 1996، كان مسرحا لأول حفلاته خارج الوطن، إذ شارك الفنان (خالد عبدالرحمن) بعد أن سافرا سوياً من الرياض لقطر بطريق البر، ويقول حسين إن (خالد) سائق متمكن. وكان للجنوب إطلالة جميلة في مسيرته حين غنى في (مهرجان أبها الغنائي) 1999، في ليلة ضمت (طلال مداح، وعبدالرب إدريس). وظل يشارك في المهرجان لسنتين، وكانت السنة الثانية تلك التي توفي فيها صوت الأرض طلال مداح رحمه الله، وبعد أسبوع من ذلك الرحيل كان له حفل بمعية خالد عبدالرحمن ومحمد السليمان، واختار أغنيتين لطلال منها (الله يرد خُطاك) التي توفي طلال وهو يؤديها. قبل الحفل سأله خالد، ماذا ستغني الليلة من أغاني طلال فأخبره عن الأغنية، فأشار عليه خالد أن يغيرها، لارتباطها برحيل طلال المحزن، فاستبدلها بأغنية (اسمع حياتي).

توالت الحفلات بعد ذلك بصحبه خالد في (الكويت) و(جدة) في حفل قدمه فيه (خالد) للجمهور ودعاه إلى خشبة المسرح وغنيا سوياً (أبو صالح سرى ليله). يقول حسين: كان خالد ولا يزال ذلك الصديق والأخ والداعم، كما غنى من ألحاني أغنية (أعاني) كلمات الشاعرة (غيوض)، وأغنية (الله على شوف الغضي) من كلمات (قايد الشريف).

فوز مزعل بألحانه

لحن العلي لكثير من الفنانين، مثل الإماراتية (أريام) التي غنت له (النساء) من كلمات (ناصر القحطاني) وغنى له (فتى رحيمة) (مغرورة) كلمات (سعد الخريجي)، وغنى (محمد عمر) عملين له هما (مساكين خلق الله مساكين) لـ(أحمد آل حارث) و(سيد الأحباب) لـ(إبراهيم مجسل). فيما كان (مزعل فرحان) صاحب الحظ الأوفر فغنى له أكثر من (14) عملا، منها (ارحلي) و(شجن وفراق) و(لاح الحزن). كما غنى له (ليلة) التي غناها العلي من (20) سنة، أعجب بها (مزعل) وغناها في ألبوم عام 2017، من كلمات محمد الشنافي ولحن العلي، ولنص الأغنية قصة، فقد كان مسافرا من نجران إلى الرياض في نهار رمضان بصحبة أخيه الأصغر (مبارك) وفي الطريق شاهد حادثا، فتوقف للمساعدة، وبعد ذلك بقليل أثناء سيرهم قرب مدينة الأفلاج، حادثا آخر مأساويا، حاولا مساعدة المصابين فيه، وبعد ذلك تابعا سيرهما حتى وصلا الرياض، توجها لمنزل مزعل الذي كان قد طرح ألبوما جديدا فيه أغنية من ألحان العلي بعنوان (تفكيرها في نفس طول الأيام). كان العلي متأثرا واعتذر عن تناول السحور عند مزعل، ورجع إلى نجران، ولا يزال ما رآه في الطريق عالقا بمخيلته، فجلس يقلب في الأوراق لعله ينسى، إلى أن وجد كلمات تقول (ليلة وكان الدرب مليان أخطار *** وليلى طويلٍ ما طفت فيه ناري)، فكان للمعاناة دور كبير في تلحينه الأغنية.

الانتشار

من أشهر أغاني العلي محلياً أغنية (في ثواني) كلمات علي الأحمدي، و(ساري الليل)، وخليجياً أغنية (تفننتي وأبدعتي)، ثم أغنية (قلبي اللي ما بعد ذاق للراحة طعم) التي نجحت نجاحاً كبيراً، وهي من كلمات (مجازف) وغنى له بعد ذلك (راعي الوشام) و(همس العيون) التي اشتهرت خليجياً في وقت قصير جدا. كما غنى في أوبريت (منطقة الباحة) بحضور الأمير مشاري بن سعود والأمير سلطان بن سلمان وفي أبها بـ(مسرح المفتاحة) 3 أوبريتات لـ(سراة عبيدة) وغنى بحضور الأمير فيصل بن خالد، كما غنى في دول الخليج، في الكويت تنظيم شركة (الأوتار الذهبية)، وبداية من عام 2008 توالت الحفلات فغنى في سوق واقف، (المسرح الكبير في المرقاب) بقطر.

شعراء وملحنون

غنى العلي من ألحان خالد عبدالرحمن (أصدق الحب) و(أشعلتها)، ومن ألحان ناصر الصالح (أدري سأل) كلمات إبراهيم الجنوبي.

وتعاون مع الملحن خالد الفهد الذي يصفه بأن له دورا في مسيرته، وغنى له ألحانا عدة، منها (والله لو حاولت اخفي واداريك) و(الدنيا الوسيعة) وغيرها، وغنى أيضاً للملحن محمد الشادي، كما غنى من كلمات محمد الأحمد السديري، وكلمات (غيوض) أغنية (ونين وليل)، وللشاعر أحمد الناصر الشايع أغنية (الدنيا الوسيعة) وللشاعر (مجازف) أغاني عدة من بينها (رغم الظروف) و(سولف تكلم).

حسين العلي (حسين عبدالله علي القحطاني)

- مواليد نجران 1387

- عمل في قطاع الأمن العام مدة (10) سنوات

- استقال في 1994

- تنازل في بداياته عن المكاسب المالية ليكسب فنه وصوته