(فن القبسون) أو (التعشير الحجازي) رقصة حربية قديمة أشبه ما تكون بالعرض العسكري، وتؤدى من شخص أو اثنين أو أكثر في وقت واحد، حيث يحمل العارض بين يديه سلاح «القبسون» أو «المقمع» المحشو بالبارود، ويضغط العارض الزناد على البندقية ليتحول البارود إلى لهب يهدف إلى بث الرعب في الأعداء أو بث الحماس للمحاربين، أو التعبير عن فرحتهم بالنصر بعد المعركة. تتناسق الأدوار في هذا الموروث الشعبي، كما تتناسق المهمات، ويشترط على حاملي «القبسون» الاحترافية العالية، وهذا ما كان يتطلب توفره في المحاربين القدامى. ويعرف فن «القبسون» أو «التعشير» الحجازي باستخدام سلاح القبسون أو المقمع بأنه أحد الفنون التراثية القديمة المتوارثة والمتعارف عليها لدى بعض قبائل الحجاز، وكذلك قبائل المنطقة الجنوبية.

تاريخ

يعود تاريخ صناعة سلاح القبسون أو المقمع إلى مئات السنين في التاريخ، أي منذ عام 1200 هجريا (1800 ميلاديا تقريبا)، ويعرف سلاح القبسون بأنه سلاح ناري قصير المدى، يُحشى بالبارود، وتكون الطلقة المستخدمة فيه عبارة عن كرة صغيرة تصنع من مادة الرصاص تسمى (الدرج)، وعُرف أيضاً بأنه صناعة إنجليزية، وانتشر في الجزيرة العربية حيث كانوا يستخدمونه قديماً في الحروب وكذلك في رحلات الصيد.

موروث

يقول الشاب أسامة الطفيلي، أحد العارضين وهواة فن القبسون لـ»الوطن» «فن القبسون موروث شعبي قديم وجميل، وما يزال يحظى باهتمام الناس في الأفراح والأعياد، وفي المناسبات والمهرجانات الرسمية مثل الجنادرية».

ويضيف «عرفنا فن القبسون في موروثنا الشعبي عن طريق أجدادنا الأوائل، فالعرضة رقصة حربية كانت تؤدى في قديم الزمان قبل الحرب وبعد الانتصار في المعركة، أما الآن فأصبحت تعبيراً عن الأفراح، والاحتفال بالمناسبات والأعياد، كما أن لبندقية القبسون أهمية كبيرة في تراثنا، فلها ارتباط وثيق بالشجاعة والصيد والحماية أثناء الحروب القديمة في الجزيرة العربية».

اختلاف

أضاف الطفيلي «يشتهر فن القبسون أو التعشير الحجازي في منطقة الحجاز والمنطقة الجنوبية بشكل عام، ويختلف فن التعشير الحجازي عن فن القبسون المتعارف عليه في جنوب المملكة اختلافاً بسيطاً، حيث تؤدى رقصة فن القبسون في منطقة الجنوب من شخص أو اثنين أو أكثر بتناسق الأدوار والمهام، وبخطوات استعراضية مرتبة مع إيقاع قرع الزير في صورة تبرز رشاقة ومهارات وإبداع العارض». وأفاد «أصول فن القبسون في موروثنا الشعبي تكون خلال أداء العرضة، حيث يقوم العارض بحمل سلاحه بين يديه واستعراض مهاراته فيه، مع ترديد قصائد الشاعر، وأثناء الاستماع لإيقاع الزير، مع الدوران حول الميدان، ومن ثم يقوم العارض بالضغط على الزناد لإشعال البارود وإصدار صوت الانفجار لخلق أجواء حماسية أثناء العرضة».

مسميات

يوضح الطفيلي «يحمل القبسون مسميات كثيرة، تختلف حسب اختلاف المناطق في الجزيرة العربية، فمنهم من يسميها باسم البلد المصنع، ومنهم من يسميها على حسب خواصها الفنية أو الشكلية، ومن الأمثلة على مسمياتها، القبسون والمقمع أو المسلبخ أو أم تاج أو أم ساجين أو القداحي، كذلك أم روحين.. كما هناك نوع شبيه بالقبسون يسمى «الفتيل» وهو يفرق عن القبسون بأن له فتيلا نباتيا يتم فتله واستخلاصه من شجرة (الاثب) بعكس القبسون الذي له ضارب يشعل البارود». وأفاد الطفيلي أن «أسعار القبسون أو المقمع تتراوح ما بين 6000 ريال و 8000 ريال، وهذا النوع يسمى (المصنع)، وهو حديث الصنع من حيث التجميع أو تم التعديل عليه حديثاً، وهناك منها القديمة التي تعود إلى مئات السنين ولا تزال بحلتها الجديدة، وتصل أسعارها إلى 50000 ريال.

كما أن هناك أنواعا ثمينة مطرزة بالذهب أو الفضة، وهي غالباً تقدم هدايا في المناسبات والأفراح.

أجزاء

أوضح الطفيلي «تعبأ بندقية القبسون بإدخال البارود من فوهة البندقية أولاً، وتسمى القصبة أو (السبطانة)، وهي ماسورة أسطوانية طويلة، ومن ثم «يدك» البارود عمودياً باستخدام سيخ حديدي ذي رأس مدبب يسمى (المدك) ومن ثم توضع الرصاصة، وهي كرة حديدية صغيرة. وفي فن القبسون أثناء الاحتفال لا نضع رصاصة، فقط نكتفي بالبارود، ومن ثم ترفع قطعة حديدية تسمى (الديكة)، وهي الضارب للبارود، ويضغط على الزناد لتضرب الديكة قطعة نحاسية صغيرة تسمى (الزرته) أو (الزرد) لتوليد شرارة تقوم بإشعال البارود المتجمع في منطقة محصورة تسمى (الميمة) أو (العين)، وتفجر الشرارة البارود لتنطلق الطلقة بقوة هائلة. ويحمل العارض علبة البارود وتسمى (الجعبة) كما يوجد في آخر القبسون قطعة خشبية تسند على كتف الرامي وتزين على هوى مالكها بقطع ذهبية أو فضية تسمى (التخشيبة).

صناعة البارود

يبين الطفيلي أن البارود خليط من ثلاث مواد تكوّن مادة صلبة متفجرة سريعة الاشتعال. ويضيف «يصنع البارود الخاص بالقبسون محلياً من ثلاث مواد مركبة، وهي الخفان (الكبريت الأصفر)، وملح خاص به يصفى محلياً وفحم خفيف، وأفضل أنواع الفحم ما كان من خشب العشر أو خشب الرمان، حيث يتم حرق شجر العشر ويتم تفحيمه ويؤخذ منه لصناعة البارود. يتم تجميع هذه المواد الثلاثة، ثم تدق باستخدام المهراس دقاً شديداً حتى تختلط هذه المواد، ومن ثم توضع في العراء تحت أشعة الشمس حتى تجف. وأضاف «تكون نسب المواد المستخدمة، وتقدر باستخدام الميزان وتوزع بنسبة معينة حيث إن الملح يشكل النسبة الأكبر، وتكون بنسبة 75%، ومن ثم الخفان والفحم وتوزع بالتساوي حيث إن الخفان تكون نسبته 12.5% والفحم بنسبة 12.5%، أما من ناحية الحجم، فيكون الفحم أكبر حجماً وأخف وزناً في الميزان، أما المادتان الخفان، الملح، فتكونا أثقل في الميزان».

وأفاد «سعر البارود المستخدم حالياً في الحفلات والمناسبات والأعياد يقدر بـ100 ريال لكل كيلو جرام.

أجزاء القبسون

التخشيبة

السبطانة

المدك

الميمة

الديكة

الزرتة

مواد البارود

الملح: 75 %

فحم: 12,5 %

خفان: 12,5 %

أسماء بندقية القبسون

القبسون

المقمع

أم تاج

أم ساجين

أم روحين

المسلبخ

القداحي