فيما لاتزال المملكة تفتح ذراعيها لمن يرغب في إيجاد حلول للأسواق البترولية حيث دعت إلى اجتماع عاجل لدول «أوبك+» ومجموعة من الدول الأخرى لدعم الاقتصاد العالمي في هذا الظرف الاستثنائي، تواصل روسيا تزييف الحقائق بشأن حالة عدم التوازن التي أوجدتها في سوق النفط برفضها تمديد اتفاق «أوبك+» بينما أرجع المحللون تلكؤ روسيا في المشاركة بخفض إنتاجها إلى أنها لا تريد نمو البترول الصخري الأمريكي لو ارتفعت أسعار البترول، لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية على حساب توازن الطلب في السوق العالمية.

خفض إنتاج النفط

صرح الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية «روسنفت» مؤخرا بأنه بمجرد مغادرة الصخر الزيتي الأمريكي للسوق سترتفع الأسعار من جديد. وقال رئيس معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو ألكسندر دينكين: «لقد قرر الكرملين التضحية بـ(أوبك+) لوقف تزايد إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة».

وأضاف دينكين: إنها رسالة من موسكو لواشنطن التي وقفت أمام مشروع نورد ستريم للغاز الروسي نحو ألمانيا.. بالطبع، قد يكون الاضطراب مع السعودية أمرا محفوفا بالمخاطر، لكن هذه هي استراتيجية روسيا الحالية.

واعتبرت وكالة «بلومبرج» أن سبب رفض روسيا التوقيع على تعميق وتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط هو النفط الصخري، الذي تعد الولايات المتحدة أكبر منتج عالمي له.

وذكرت الوكالة، أن موافقة روسيا على مقترح اتفاق تعميق وتمديد خفض إنتاج النفط ستكون بمثابة هدية من جانب تحالف (أوبك+)، بما فيه روسيا، إلى الولايات المتحدة.

وقال الكرملين إنه قرر أن دعم الأسعار سيكون بمثابة هدية لصناعة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

وترى روسيا، أن الوقت قد حان للضغط على الأمريكيين الذين زادوا من حجم إنتاج النفط الصخري، بينما أبقت الشركات الروسية على نفطها في الآبار امتثالا لاتفاق خفض الإنتاج.

اجتماع عاجل

دعت السعودية إلى اجتماع عاجل لدول «أوبك+» ومجموعة من الدول الأخرى في إطار سعيها الدائم لدعم الاقتصاد العالمي في هذا الظرف الاستثنائي، وقالت وكالات أمس إنه من المرجح تأجيل اجتماع «أوبك+» لـ8 أو 9 أبريل الجاري.

توازن السوق

نفى وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، تصريح وزير الطاقة الروسي، والذي جاء فيه رفض المملكة تمديد اتفاق «أوبك+» وانسحابها منه. وأكد، أمس، على سياسة المملكة البترولية التي تقضي بالعمل على توازن الأسواق واستقرارها بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين. وذكر، أن المملكة بذلت جهوداً كبيرة مع «أوبك+» للحد من وجود فائض بالسوق ناتج عن انخفاض نمو الاقتصاد العالمي، إلا أن هذا الطرح وهو ما اقترحته المملكة ووافقت عليه 22 دولة، لم يلقَ - وبكل أسف - قبولاً لدى الجانب الروسي، وترتب عليه عدم الاتفاق.

تعويض النقص

أشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إلى أن وزير الطاقة الروسي هو المبادر في الخروج للإعلام والتصريح بأن الدول في حل من التزاماتها اعتباراً من الأول من إبريل، مما أدى إلى زيادة الدول في إنتاجها لمقابلة انخفاض الأسعار لتعويض النقص في الإيرادات.

واستغرب، إقحام إنتاج البترول الصخري وهو الأمر الذي يدركه الأصدقاء الروس ومساعيهم وتصريحاتهم في هذا الشأن معروفة، خصوصاً مديري شركاتهم، وهذا لا يخفى على الجميع، كما لا يخفى على أحد أن المملكة أحد المستثمرين الرئيسيين في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة.

النفط الصخري

صرح وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، بأنه تم الاطلاع على تصريح منسوب لإحدى وسائل الإعلام للرئيس فلاديمير بوتين، تضمن أن من أسباب انخفاض أسعار النفط انسحاب المملكة من صفقة «أوبك+» وأن المملكة تخطط للتخلص من منتجي النفط الصخري. وأكد أن ما تم ذكره عار من الصحة، وأن انسحاب المملكة من الاتفاق غير صحيح، بل إن روسيا هي من خرجت من الاتفاق.

الموقف السعودي لدعم سوق النفط

إجراء المزيد من التخفيضات وتمديد اتفاق الخفض

دعت إلى اجتماع عاجل لدول «أوبك+» لدعم الاقتصاد العالمي

العمل على توازن الأسواق واستقرارها بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين

إجراءات روسيا التي أضرت بالسوق

الانسحاب من اتفاق تمديد خفض الإنتاج مما أضر بالسوق البترولية

تسعى لبقاء الأسعار منخفضة للتأثير على البترول الصخري الأمريكي

تبحث عن مصالح خاصة على حساب منتجي ومستهلكي النفط