أكد بحث علمي أن التكدس السكاني في المدن الرئيسية يعد من أهم التحديات التي تواجه المملكة، حيث يؤثر هذا التكدس على توزيع الموارد المتاحة بين مناطق المملكة خاصةً في المدن الكبرى، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغوط على المراكز الحضرية وقدرتها على الإيفاء باحتياجات جميع سكانها.

نافذة ديموغرافية

وفقاً للورقة التي قدمتها الدكتورة ثريا عبيد، لمركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام بعنوان «السياسات السكانية للمملكة العربية السعودية: البعد الدولي والخليجي والوطني»، فإن من الضروري إيجاد ما يُسمَّى Youth Bulge التي تعد نافذة ديموغرافية للسكان في سن العمل، حيث يتطلب من الدولة إعطاء أولوية لمواجهة احتياجات هذه الفئة حتى تكون قادرةً على المشاركة الفعلية في اقتصاد البلد وتطوره.

تحد أساسي

أشارت الورقة إلى أن الهجرة الداخلية في الدول النامية تُشكل تهميشا قسريا لكبار السن واستبعادهم من التيار الرئيس للتنمية، فيما بينت أن ضعف الخدمات خارج المدن الأساسية في الحَضَر يؤثر على أوضاع السكان في المدن البعيدة عن المراكز الأساسية بالنسبة للخدمات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية، مؤكدةً أن حجم السكان المتزايد يجعل التوازن بين الموارد الطبيعية وخاصة المياه تحدياً أساسياً.

أعداد الشباب

يشكل وجود أعداد الشباب في سن العمل تحدياً كبيراً؛ نظرا لضرورة ربط مجالات التعليم التي تتطور ببطء، ومتطلبات سوق العمل والاقتصاديات الجديدة بما فيها الاقتصاد الرقمي والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي التي تتطور بسرعة مذهلة.

وطالبت عبيد، بإيجاد خدمات صحية ملائمة تتوجه لكل الفئات العمرية بما فيها المراهقون والمسنون والمرأة في مراحل الإنجاب العمرية المختلفة.

التنسيق بين الوزارات

شددت الورقة العلمية إلى الحاجة للتنسيق العملي والمستمر بين الوزارات والهيئات حول مشاريع رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، والتعاون في البرامج المشتركة، تفادياً لهدر الموارد المتاحة، وتنظيماً للعملية التنفيذية، وحمايةً للمواطنين من الضياع بين مؤسسات الدولة المختلفة.

وطالبت الدكتورة عبيد بإنشاء جهة رسمية ومرجعية تعمل على وضع السياسات والبرامج الصحية الخاصة برعاية كبار السن، وهي أشد ما تكون في هذا الوقت الذي تهيأت فيه الأرضية الخصبة والفرصة المناسبة واتضحت فيه الرؤية وكذلك جوانب القصور التي من الممكن إصلاحها في ظل الدعم اللامحدود من القيادة لتحقيق أعلى مستويات الرفاهية للمواطنين بما فيها الرفاهية الصحية.

الممارسات الخاطئة

أكدت الورقة على ضرورة التعامل مع المفاهيم والممارسات الخاطئة المرتبطة بمفهوم الصحة الإنجابية بمعناها العلمي والاجتماعي والثقافي والديني، والمفهوم الاجتماعي المرتبط بقوة الأسرة أو القبيلة بناءً على العدد وليس نوع الأفراد علماً وعملاً.

من التوصيات

01 العمل على الاستثمار الأمثل للنافذة الديموغرافية وجعلها أداة تنموية

02 تنمية المناطق المختلفة ودعم إنشاء تجمعات سكانية فيها

03 إنشاء مركز وطني للدراسات السكانية

04 الأسرة هي نواة المجتمع ويلزم حمايتها

05 العمل على إصلاح الخلل والتشوُّه في هيكل التركيبة السكانية والتشديد بتقليل نسب الوافدين للمملكة خاصة الذكور

06 أهمية التناسب بين أعداد المسنين الحالية وبين الخدمات والمرافق الملائمة لهم

07 دراسة حقيقة الفقر ومعرفة أسبابه