سحبت التجارة الإلكترونية البساط شيئاً فشيئاً من التجارة التقليدية بشكل واضح خلال السنوات الخمس الأخيرة حتى سيطرت الآن بالكامل، ولكن بشكل مؤقت، بعد تطبيق الإجراءات الاحترازية والحجر المنزلي نتيجة الجائحة العالمية وباء كورونا، ما اضطر الكل من الجنسين وعلى اختلافاتهم العمرية للتسوق من خلال التطبيقات والمتاجر الإلكترونية. قد لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للرجل في أسعار السلع، إلا أنها على العكس مع الإناث وكل ما هو زهري، والفارق كبير جداً أيضاً. لا يخفى على أحد أن المستلزمات النسائية وكل ما يخص الأنثى من ضروريات أو كماليات أسعارها أضعاف مضاعفة مقارنة بالرجل، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الاشتراكات في الأندية الرياضية، والشاهد على ذلك ما نقلته لي إحدى القريبات تقول: اشتركت أنا وزوجي في ناد رياضي واحد، كان اشتراكه لعدة أشهر نصف اشتراكي لشهر واحد فقط، رغم أنه لم يختلف شيء في الأمر، الأجهزة والمبنى والنظام هي نفسها للجنسين. على ما يبدو أن السبب هو اللون الزهري النسائي. وقد تحدث عن هذا الموضوع فهد البقمي - من صناع المحتوى ومشاهير التواصل الاجتماعي وصاحب تأثير في التوعية والإرشاد بالتسوق الإلكتروني - واختصره بأن الأمر كله عائد لوعي النساء، فالبائع والتاجر متى ما رأى عزوف النساء عن السلع المبالغ في أسعارها، سيضطر لأن يعيد تسليع منتجاته بما يناسب حاجة المستهلك، ويحقق أرباحه هو دون جشع، إلا أن جهل بعض النساء وقبولهن بالسلعة، رغم علمهن بجشع التاجر، جعل الباعة يضعون أهم قواعدهم وتقول «روح انتا ما في شيل في نفر ثاني شيل». رأينا خلال السنة أو الأشهر القليلة الماضية، كيف انهالت عروض الصيدليات على المنتجات التجميلية، بعد أن قلّ الطلب عليها نتيجة التسوق الإلكتروني خاصةً من الصيدليات الأوروبية الفرنسية والإنجليزية وغيرها، إذ إن أسعار عدة منتجات مع رسوم الشحن والتوصيل بسعر منتج واحد فقط في صيدلياتنا التي فهمت لاحقاً الوضع، وبدأت بتفعيل العروض الخيالية في تسويق منتجاتها. في البداية وقبل الحجر المنزلي كان التسوق الإلكتروني موضوعا نسبيا، لكن الآن الجميع اعتمد كليا عليه خاصة أننا مقبلون على رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك ومناسبات واحدة تلو الأخرى التي تزيد معها الحاجة للتسوق الإلكتروني. السؤال هنا: هل سوف تتأثر المبيعات النسائية التقليدية لاحقاً وتتراجع الأسعار إلى أن تعود للسعر المناسب الذي تستحقه السلعة على اختلاف أنواعها، عطور أو ملابس أو إكسسوارات أو منتجات طبية وتجميلية؟، خاصة أن الأمر أصبح توجه الجميع الآن، وبعد انتهاء هذه الجائحة -بإذن الله- سيصبح الموضوع أفضل للمستهلك من تجارب سابقة من الناحية المادية، والجهد البدني، فبمجرد ضغطة زر يحدد المستهلك خياراته، ويسدد الرسوم، ويحدد موقع التسليم، وخلال مدة وجيزة تكون السلعة قد وصلت دون عناء وخسارة مادية. هذا سيزيد من اشتعال المنافسة بين التجارة الإلكترونية والتقليدية. وكما هو واضح من أبرز إيجابيات الحجر المنزلي، زيادة الوعي بالنسبة للتسوق الإلكتروني وزيادة الطلب، فهل يا ترى سيظل التاجر التقليدي يكابر بزيادة أسعاره وتستمر مبيعات المستلزمات النسائية وكل ماهو pink في ارتفاع مستمر؟.