أثارت عملية الاغتيال الغامضة لأحد قادة حزب الله في جنوب لبنان وهو محمد علي يونس تساؤلات عدة حول دوافع تصاعد عمليات القتل والتصفية بين وكلاء إيران في لبنان واليمن ومن قبل في العراق، خصوصاً في ظل تفكك القاعدة الطائفية للميليشيات بفعل الثورات والتظاهرات التي انتظمت، مؤخرا، بيروت وبغداد ضد النفوذ الإيراني. ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن عمليات التصفية التي تنفذها ميليشيات الحوثي ضد أتباعه وبعض قادته النافذين في اليمن، مع عمليات تصفية بدأت في العراق لناشطين موالين للكتل الطائفية، وصولا إلى جنوب لبنان شديدة التحصين والرقابة الأمنية لميليشيات حزب الله.

حادث الاغتيال

مما يثير المزيد من علامات الاستفهام أن حادث اغتيال القيادي في حزب الله أعلنته أولا وكالة فارس الإيرانية، ونقلت القول، إن هذا القيادي من بلدة جبشيت مسؤول عن ملاحقة العملاء والجواسيس، وإنه ليست هنالك معلومات إضافية حول كيفية مقتله. وعُثِر على القيادي يونس، بعد ظهر السبت، جثة هامدة داخل سيارته على الطريق التي تصل بين بلدتي قاقعية الجسر وزوطر الغربية، مصابةً بطلقات نارية عدة وطعنات سكين.

تسريب المعلومات

وفي الوقت الذي أخفت فيه المصادر الرسمية لحزب الله المزيد من المعلومات عن القيادي القتيل، سرب الحزب سيلاً من المعلومات والخلفية المرتبطة به على مواقع التواصل الاجتماعي للملمة أي تكهنات أو اتهامات داخلية، ليعيد في النهاية عمليات الاغتيال للموساد الإسرائيلي. بحسب المعلومات الأولية، كان يونس بسيارة وبرفقته شخص آخر، ووجد جثة في سيارته في منطقة قعقعية الجسر في الجنوب، وله علاقة بمطاردة الجواسيس، بينما تحدثت معلومات عن أنه هو من قام بقتل أنطوان الحايك قبل أيام المتهم بالعمالة لإسرائيل في منطقة المية ومية.

تشابه الحوادث

تتشابه عملية اغتيال يونس إلى حد كبير مع أسلوب العمليات المماثلة التي حصدت العديد من القيادات الحوثية في اليمن من حيث غموض الجريمة وبشاعة القتل والجثة الهامدة الملقاة، ويرتبط ذلك أيضا بالعمليات التي طالت ناشطين في العراق، وحتى القتلى في طهران.

مهمة إيرانية

يرجح مراقبون أن إيران التي تملك اليد الطولى على وكلائه ربما تشارك في ملاحقة القادة النافذين الذين يحاولون الفكاك من قبضة طهران على الأوضاع الداخلية، إما بالمشاركة أو بعمليات أمنية منفصلة تحاول اختراق قيادة الميليشيا العليا، وكشف أوراقها من الداخل وهو السيناريو المرجح لمهمة يونس قبل اغتياله. وتوقعت مصادر أن يكون القيادي في حزب الله مكلفاً على ما يبدو من قبل إيران أيضاً، بكشف شبكة العملاء واختراق حزب الله استخباراتياً، خصوصاً أنه من الدائرة القيادية الثانية حول الأمين العام للحزب حسن نصرالله لا الأولى، وتابعت "احتمال اغتياله إسرائيلياً وارد، لكن التصفيات الداخلية واردة أيضا"، لافتة إلى أن الاغتيال تم في النبطية جنوبي لبنان.

في اليمن

قضت النيران الحوثية خلال الفترة القليلة الماضية على أكثر من تسعة مشايخ من أبرز وأهم حلفاء الحوثيين القبليين والعسكريين في محافظة عمران، ساعدوا الميليشيات على احتلال عمران، قبل أن تلتهم نيران التصفيات قادة مقربين من الحوثي وعسكريين في صنعاء وغيرها. تعرضت عشرات القيادات الحوثية لعمليات اغتيال ضمن الصراع الداخلي بين قادة الميليشيات حول تقاسم الأموال المنهوبة ونفوذ السلطة والجبايات المالية ونهب أراضي وعقارات الدولة، وتخصصات المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الحوثي.

تعز وصنعاء وذمار

شهدت مناطق تعز وصنعاء وذمار اغتيالات متكررة لقيادات حوثية بارزة، أبرزها إقدام مسلحين مجهولين على اغتيال القيادي الحوثي البارز في محافظة ذمار علي بن علي الوريث، مؤخرا، والذي عمل كمشرف للمليشيا بالمحافظة، قبل أن يعترف ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي باغتياله.

تصاعد الاغتيالات وسط ميليشيات إيران

وكالة إيرانية تعلن اغتيال قيادي في حزب الله

تشابه عمليات التصفية مع نظيراتها في اليمن والعراق

طلق ناري وجثة ملقاة أبرز الوسائل المستخدمة

إيران وأجهزة إعلامها أول من تنشر الحوادث

غموض يلف مهام المستهدفين وشح معلومات