أثارت خطط الولايات المتحدة التي سربتها صحيفة نيويورك تايمز قبل أيام باستعداد البنتاجون لتدمير حزب الله العراقي، وتقليص نفوذ إيران عدوها في المنطقة، انقسامات واسعة وسط قادة ميليشيات الحشد الشعبي وتوجسهم من ضربات أمريكية مرتقبة واغتيالات على غرار استهداف قاسم سليماني والمهندس في يناير 2020.

نقلت مصادر محلية عن ارتباك واسع وتناحر حول أموال إيران الشحيحة، وكيفية مواجهة المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل انقسام كبير بين الفصائل الموالية لطهران حول تنصيب رئيس وزراء موال للولايات المتحدة، وهو ما دفع إيران إلى إرسال خليفة سليمان لبحث تحديات المستقبل.

فرار إيران

عقب زيارة إسماعيل قاآني لبغداد وعودته إلى طهران، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، بأن إيران ليست مسؤولة عن تصرفات الحشد الشعبي في العراق ولا تسأل عن أعماله فهو قوة تابعة للقوات المسلحة العراقية! وقد أثارت هذه التصريحات سخرية المراقبين.

قال الخبراء: إن تبرؤ إيران من عصابات الحشد الشعبي التي دربتها وتقوم بتمويلها واستضافة قادتها وتوجيههم والاجتماع بهم أمر يثير السخرية، لكن له دلالاته وفي مقدمتها إحساس إيران بالخطر وتزايد واقتراب الضربة الأمريكية المقبلة، مؤكدين أن الحشد الشعبي ليس أكثر من ميليشيا تابعة للحرس الثوري الإيراني، بل إن إيران تحاول أن تفر بجلدها من الضربة الأمريكية المقبلة.

مصير سليماني

نقلت مصادر غربية تقارير حول مصير الحشد الشعبي والانقسامات العريضة التي تدب بين صفوف قادته، وقالت مصادر مطلعة إن قادة الحشد الإرهابي يتخفون من ضربة أمريكية مقبلة، وأن الميليشيات كلها منقسمة بشدة وتتشاجر على أموال إيران القليلة، مستحضرين في الوقت نفسه الطريقة التي أنهت بها واشنطن حياة قاسم سليماني والمهندس في يناير 2020.

ذكرت أن تقليص الأموال الإيرانية وتبرؤ طهران أخيراً عن أفعال الحشد، قد يشجعان الولايات المتحدة على التهدئة مع طهران وتصفية قادة الميليشيات، وهو ما فاقم من الخلافات بين من يريدون إرسال إشارات لواشنطن بعدم استهداف قواتها في العراق، ومن يتمسكون بضرورة مناهضة الوجود الأمريكي في العراق.

صدمة الميليشيات

تشير التقارير الغربية إلى أن من بين مهام إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني الذي زار العراق إطفاء الحرائق بين الفصائل التابعة لطهران، بعد اشتباكات بينها على التمويل في ظل الأزمة المالية التي تواجهها إيران، إلى جانب معالجة الخلافات داخل البيت الشيعي وهو ما تم بالفعل بلقاء زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، بالإضافة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

غير أن ما أثار الصدمة لدى الميليشيات الموالية لإيران هو التصريحات التي أعقبت عودة إسماعيل قاآني إلى طهران، وتبرؤ إيران عن أفعال ميليشيا الحشد وأنها تابعة للجيش العراقي وهو ما فُسر على أنها رغبة النظام الإيراني في التهدئة مع واشنطن وترك قادة حزب الله والفصائل لمواجهة مصير التدمير المخطط من قبل البنتاجون.

تزامنت تصريحات إيران عقب تهديد واشنطن لطهران بأنها تتحمل مسؤولية أي استهداف للقوات الأمريكية في العراق، وقال موسوي: "ما يجب فعله مع إيران هو التصريحات غير ذات الصلة التي أدلى بها الأمريكيون - أنه إذا اتخذت القوات العراقية "الحشد الشعبي" إجراءات - فسوف نحمل إيران المسؤولية، نحن لدينا أصدقاء في العراق، لكن ليس من الصواب أن نأمرهم بالقيام بشيء ما نيابة عنا أو يأخذوا أوامر من مكان ما".

لماذا تنقسم ميليشيا الحشد الشعبي فيما بينها؟

- خطط البنتاجون لتصفية قيادات حزب الله

- تبرؤ واشنطن من أفعال الحشد والفرار بجلدها

- تفسير مواقف إيران بالتملص والرغبة في التهدئة مع أمريكا

- شح التمويل الإيراني للميليشيات يثير التناحر فيما بينها