الأزمة الطاحنة التي يعيشها العالم أجمع، والمتمثلة في جائحة فيروس كورونا، أسهمت في توقف كل الأنشطة الرياضية، ولم يعد يلوح في الأفق قريبا بادرة لانفراجها، وبات التعامل معها من جانب وقائي نظرا لعدم توصل العلماء لنقطة علاج ناجعة، ومن منطلق خطورة هذا الفيروس تباعدت الأبدان لكي لا تتسبب في اتساع نطاق المرض الذي أصبح يلتهم البشر كالنار الجامحة، وهناك من ينجو وآخرون ودعوا الحياة. بعيدا عن التفاؤل والتشاؤم نسأل الله أن يزيل تلك الغمة وتعود المياه لمجاريها، بعد أن توقفت التدريبات والأنشطة الرياضية، وبالتالي سمح للمدربين واللاعبين الأجانب بالمغادرة لبلادهم في ظل هذا السكون الإجباري، وظهرت مبادرات من بعض العاملين بالأندية بتخفيض رواتب المتعاقدين بمختلف الفئات، وربما أن الوهج الأكبر انطلق من البيت الهلالي، حيث أعلن مدرب الفريق الروماني (رازفان) عدم ممانعته بتقليص مرتبه للنصف، وهناك أكثر من لاعب سار على نفس المنوال في العديد من الفرق، وجسد هذا الدور الذي يدخل ضمن أخلاقيات العمل أهمية التفاعل مع الأحداث الحالكة التي تتطلب مبادرات في مثل تلك الظروف الحرجة، والأكيد أن فيفا ستكون له يد طولى لإصدار قرار رسمي خارج نطاق المبادرات، لأن هناك ضررا واضحا على الأندية والمؤسسات الرياضية، ثمة جانب آخر طغى على المشهد الإعلامي في الآونة الأخيرة العودة لتقليب صفحات البطولات، وربما أن البعض أدرج إنجازات غير حقيقية ولم تقر من الجهات المعنية والمتمثلة في تصفيات المناطق، حيث يرون أنها بطولة، علما أن بعضها ألغي في مراحله الأولية وأخرى لم يتوج فيها سوى فريق واحد، وبالتالي فإن هذا التداخل لا يمكن أن يضيف منجزات بقدر ما يشوه واجهة الرياضة السعودية، خاصة حينما تذكر مثل تلك المعلومات الأشبه بالخيال، والتي تدحضها اللوائح والتعليمات، ولهذا فإن توثيق البطولات وحسم الأمور باتا مطلبين لإزالة مثل تلك الغمامة.