قفزت أسعار بعض أنواع الخضروات ذات الاستهلاك والطلب العالي، كالطماطم والبصل إلى أعلى معدلاتها، مطلع الأسبوع الجاري بالعاصمة الرياض، إذ وصل صندوق الطماطم «الفلين» إلى 40 ريالا، بعد أن كان 15 ريالا قبل أسابيع، والبصل ذو الحجم الصغير إلى 12 ريالا بضعف سعره السابق.

كما ارتفعت -أيضا- أسعار «البامية» ليصل الكيلو إلى أكثر من 20 ريالا لتقفز هذه المنتجات بأسعارها إلى أكثر من 100 %. فيما بقيت أسعار الخضار والفواكه الأخرى في معدلاتها الطبيعية، باستثناء زيادة متفاوتة بين محل وآخر في بعض الأنواع، كالملوخية التي تباع الواحدة بسعر 3 ريالات في بعض المحلات، وفي أخرى بـ8 ريالات للربطة الكبيرة.

غياب التوطين

في جولة لـ«الوطن» بعدد من محلات الخضار في الرياض، كانت هناك وفرة كبيرة في كل الأنواع من الخضار والفواكه -وبكميات كبيرة- تكتظ بها المحلات وسط غياب للسعودة المنشودة في هذا القطاع، الذي تسيطر عليه عمالة غالبيتهم من جنسية عربية، ويقومون بفرض الأسعار التي يرغبونه.

وتتفاوت أسعارهم بشكل لافت إذ يبيع أحد المحلات صندوق الطماطم بـ30 ريالا، ومحل مجاور له يطلب 40 ريالا للحجم والنوع كليهما، وكذلك البصل يباع في أحد المحلات بـ12 ريالا وفي محل آخر بـ20 ريالا للعبوة الصغيرة التي كانت تباع قبل أسابيع قليلة بـ5 ريالات، وهو سعر ثابت تقريبا طوال السنوات الماضية. وحينما سألناهم عن مبرر ارتفاع الأسعار أشاروا إلى أنهم يشترون بضاعتهم بسعر مرتفع، وحين طلبت «الوطن» من أحدهم إبراز الفواتير الخاصة بالشراء أبدى استعداده لذلك، مشيرا إلى أنه لا يكسب سوى بضع ريالات في كل صندوق، لتعويض مصاريف تحميل وتنزيل وتوصيل البضاعة، وأجور العمالة والإيجار.

أسباب الارتفاع

طه علي، أحد العاملين في محل خضار، برّر ارتفاع أسعار محله بزيادة الأسعار خلال الأسبوعين الماضيين في السوق المركزي بحي العزيزية جنوب الرياض، الذي يجلب بضاعته منه، لافتا إلى أن صاحب المحل هو من يحدد لهم سعر البيع، بناء على سعر الشراء من الأسواق المركزية، إلا أن عاملا في محل آخر ألمح إلى أن السبب الرئيسي في الارتفاع، هو انكشاف سعودة بعض المحلات، ورفع إجراءات الضبط للعمالة، واشتراط التصاريح اللازمة لدخول سوق الجملة المركزي للخضار جنوب الرياض، حيث لا يسمح إلا بدخول صاحب محل الخضار «السعودي» للشراء، مؤكدا أن المنتجات متوافرة في السوق وبكميات كافية، مستغربا ارتفاع الأسعار رغم وفرة المعروض.

مراقبة الأسواق

أبدى عدد من المستهلكين، منهم المواطن ماجد النفيعي، استياءهم من الارتفاعات المتكررة في الأسعار، لافتا إلى أنه قد يكون هناك تعمد لرفع أسعار المنتجات الاستهلاكية التي يحتاجها السكان لأنهم مضطرون لشرائها، مشيراً إلى جهود وزارة التجارة في مراقبة الأسواق، لكن هذه المنتجات الغذائية المهمة تحتاج إلى اهتمام أكبر، يبدأ من تشجيع زراعة المنتجات المحلية لضمان وفرتها على مدار العام، وكذلك ضبط الاستيراد وتحديد الأسعار من المنافذ الجمركية للأنواع المستوردة، ويكون هناك سقف أعلى لكل منتج، بحيث لا يستطيع أي تاجر أو موزع تجاوز الأسعار، مما يسهم في السيطرة وضبط الأسواق، لافتا إلى أن المستهلك يدفع ثمن الجشع الذي يمارسه بعض الباعة الذين يضعون الأسعار حسب أهوائهم. وأشار النفيعي إلى أهمية دعم الزراعة المحلية بشكل أكبر، والحد من الاستيراد.

إجراءات نظامية

قال المتحدث الرسمي لوزارة التجارة عبدالرحمن الحسين، إنه تم ضبط 6 شاحنات محمّلة بكميات كبيرة من البصل، وشاحنة محمّلة بـ2800 صندوق من الطماطم، تم إخفاؤها خارج موقع سوق للخضار لبيعها بعد رفع سعرها، وتم ضخ الكميات فورًا في الأسواق لبيعها بأسعار عادلة للمستهلكين، وتم استدعاء المخالفين لإكمال الاجراءات النظامية بحقهم.

وأشار الحسين إلى أن الرقابة مستمرة لحماية حقوق المستهلك وتوفير ما يحتاجه، لافتا أن المملكة فيها أعلى معدلات الوفرة والمخزون الغذائي الإستراتيجي بالشرق الأوسط، مطمئنا المستهلك بأن هناك وفرة كبيرة في السلع الغذائية الأساسية والاستهلاكية، مهما طالت أزمة كورونا.

الأسعار

صندوق الطماطم «الفلين» 40 ريالا

البصل ذو الحجم الصغير 12 ريالا

البامية 20 ريالا

أسعار الخضار والفواكه الأخرى في معدلاتها الطبيعية