لقد رفع الله تعالى شأن العلماء الراسخين، أهل التقوى والخشية والإخلاص والفهم والحكمة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾. وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾.

ولعظم مكانتهم وبصيرتهم وتقواهم، استشهد الله بهم على أعظم مشهود عليه، وهو التوحيد، فقال تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فقرن -كما ترى- شهادتهم مع شهادته سبحانه وشهادة الملائكة، وهذه ميزة لأهل العلم لا يشاركهم فيها أحد من الناس.

وفي الحديث: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه، تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين».

قال النووي، رحمه الله: «وهذا إخبار منه -صلى الله عليه وسلم- بصيانة العلم وحفظه وعدالة ناقليه، وأن الله تعالى يوفق له في كل عصر خلفا من العدول، يحملونه وينفون عنه التحريف وما بعد، فلا يضيع، وهذا تصريح بعدالة حامليه في كل عصر، وهكذا وقع -ولله الحمد- وهذا من أعلام النبوة، ولا يضر مع هذا كون بعض الفساق يعرف شيئا من العلم، فإن الحديث إنما هو إخبار بأن العدول يحملونه لا أن غيرهم لا يعرف شيئاً منه».

ومن أبرز العلماء الراسخين في هذا الزمان، الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم، أطال الله عمره على طاعته، وزاده من العلم والتوفيق، وأجاره في مآله من عذاب الحريق، فهو -حفظه الله- ضمن سلسلة ذهبية من آبائه وأجداده، نفع الله به وبهم البلاد والعباد، والحاضر والباد، فكان فضلهم على الناس -بعد فضل الله- كبيرا، ولست بحاجة إلى بيان دقة فهمه واستنباطه وغزارة علمه ورسوخه في العلم، فالناس يعرفون هذا، ويكفي أن تقول «صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ»، فسينصرف أذهان الناس مباشرة إلى العلم الراسخ، والفهم الثاقب.

وبين يدي مجموعة مؤلفات علمية نفيسة جدا للشيخ صالح آل الشيخ، تمت طباعتها طباعة فاخرة، وتوزع مجانا على طلاب العلم، منها ما يلي:

شرح الفتوى الحموية في 520 صفحة. واللآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية في جزأين، 1200 صفحة. وتفسير المفصل من سورة ق إلى سورة الحديد، 720 صفحة. وشرح فتح المجيد في 3 أجزاء، 1824 صفحة. وشرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام، 639 صفحة. والأجوبة والبحوث والمداراسات «قسم الحديث»، 460 صفحة. و«قسم العقيدة في جزأين، 1994صفحة». و«قسم المعاملات وأصول الفقه، 636 صفحة». و«فقه العبادات والجهاد، 571 صفحة». وكتاب «التمهيد في 623 صفحة». وشرح أصول الإيمان، 448 صفحة. وشرح لمعة الاعتقاد، 148صفحة. وتفسير سورة الفاتحة، 119 صفحة. وشرح مقدمة في أصول التفسير، 207 صفحة. وشرح فضل الإسلام، 414 صفحة. وشرح القواعد الأربع، 48 صفحة. وشرح العقيدة الطحاوية في جزأين، 1160 صفحة. ومحاضرات فقهية، 346 صفحة. وشرح ثلاثة الأصول، 278 صفحة. ومحاضرات عقدية، 555 صفحة. وشرح الأربعين النووية، 523 صفحة. وشرح الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، 433 صفحة.

فيا لله، ما أنفع هذه المؤلفات، ففيها من فرائد الفوائد ما يزيد العلم والإيمان.

جزى الله الشيخ صالح عن أهل العلم وطلابه خير الجزاء، وجعلها في ميزان حسناته، فقد بذل جهدا كبيرا في النفع العام، فمع كون معاليه رجل دولة من الطراز الأول، فهو كذلك عالم راسخ من الطراز الأول، وذلك من فضل الله عليه وعلى الناس، والله ذو الفضل العظيم.