نؤمن أن العمر له زمن يكتبه الله للإنسان قد يطول أو يقصر غير أن المصير المحتوم الوفاة مهما طال عمر ابن أدم، ولهذا فإن هناك أشخاص لهم أحاديثهم ويفترض الاستفادة من علمهم الذي عايشوه على أرض الواقع وجسدوه في كتبهم والأوراق العتيقة التي يحملونها من جراء التفاعل عن كثب في ذلك الزمن، ومثل هؤلاء عند ساسة المؤرخين يعدون الرواد لأنهم يدونون الأحداث من خلال تجربة ملموسة لأنهم جزء من التاريخ، على عكس الراصد الذي يستقي المعلومة مما وضعها المؤرخ أو من وسائل أخرى قد يلامسها في بعض الأحيان غياب الدقة، ومن منطلق تلك الأهمية يتعين جمع كل من عايش الرياضة السعودية في بداياتها الأولى باختلاف الحقب التي حضروا فيها وتشكل لجنة لجمع شتات التاريخ الرياضي السعودي بكل دقائقه. أعيد القول هناك شخصيات رياضية عايشت الرياضة عن كثب ويتعين الاستفادة منهم قبل رحيلهم لأننا سنفقد الأهم وسيبقى بين أيدينا المهم وهي الكتب التي دونوها وعندما أقول المهم والأهم لأن تواجد الكتاب وما دون فيه من قصاصات ويدعمها رأي من يملك المعلومة ستتوسع دائرة المعرفة لأن المؤرخ سيتحدث بكل التفاصيل الدقيقة، وهنا سنخرج بحصيلة غير عادية من التاريخ الرياضي، وسيغلق ذلك الباب على من يحاول الاجتهاد ولن نقول يزيف الحقائق. والأكيد أن هناك من استغل وفاة ذاك الحكم الذي قاد المباراة النهائية قبل خمسة عقود أو ما يزيد ونسب له بعض المواقف التي لا يقبلها الذوق الرياضي والحال طال رؤساء أندية تم الإسقاط عليهم وتجريدهم من جهودهم وهكذا مستغلين رحيلهم عن الدنيا. رحل رواد قبل سنوات ولم نستفد منهم وبقيت أسماء قليلة أطال الله بعمرها ولابد من امتصاص كل ما لديها من دقائق المعلومات لأن ذلك سيكون أفضل رصد للبطولات حول أليتها وبداية التأسيس ومن كان له دور في ذلك وتساؤلات أخرى لا يتسع لها المجال. الاتحاد السعودي بقيادة ربانه ياسر المسحل يفترض أن تكون أولى مبادراته المقبلة رصد مثل هذا العمل ولو تحقق ذلك سيكتب له التاريخ بمداد من ذهب نظير ما جسده، وهذا لا يعني أن لجنة التوثيق السابقة التي أقرها رئيس هيئة الرياضة سابقاً الأمير عبدالله بن مساعد وترأسها تركي الخليوي والأعضاء الأفاضل الذين كانوا معه قد أخلوا في بعض المعلومات، ولكن تأكيدا لما تحقق من عمل مثالي وإضافة جوانب أخرى لدائرة المعرفة فالوقت حان لتدوين كل شيء قبل أن نفقد آخر شريحة عايشت حقبة رياضتنا الحبيبة وقطع دابر المغالطات لمن يحاول العبث بالتاريخ لتدوينه بالطريقة التي يراها وليس كما جسده الواقع.