أكثر حالات الإصابة بكورونا في السعودية -في الأيام الأخيرة- كانت من إسكان العمالة الوافدة، تصريح لوزير الصحة السعودي.

في البحرين، سُجّل يوم «الإثنين» أكثرُ من 212 حالة جديدة غالبيتهم من العمالة الوافدة، كما ذكرت وزارة الصحة البحرينية.

في قطر، كشفت مجلة السياسة الخارجية الأميركية، أن كورونا ينتشر بوتيرة متزايدة بين العمالة ومجمعات سكنهم.

مؤشرات جميعها تشير إلى أن العمالة الوافدة تعاني من تدنٍ في مستوى الحالة الصحية، مما يخلق بيئة نموذجية لفيروس كورونا وغيره، من أنواع البكتيريا والفطريات والطفيليات القاتلة في بعض حالاتها.

ولأن ما يهمنا الآن هو فيروس كورونا، فإن هذه الأوساط العمالية تعاني من عوز شديد في أدوات الصحة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، لأسباب ثقافية أو شخصية، فهناك منهم من يتصف بالحرص الشديد على المال، فتجده لا يبالي بصحته ليشتري صابونا بنصف ريال، بدلا من 10 ريالات مثلا؛ هذا إن اشترى صابونا لليد!.

ومنهم من يكون جزءا من ثقافته أكلٌ معينٌ أو نمط تحضير معين، يكون بيئة خصبة للمايكروبات. أما الجزء الأكبر منهم -في توقّعي- فهو لأنهم لا يعلمون ما مدى أهمية غسل اليدين بالماء والصابون 20 ثانية على الأقل، وبصابون معتمد من وزارة التجارة، كما يجهل كثير منهم، ليس لبس الكمامة فهم ربما لبسوها، لكن كيفية التعامل معها وكيفية خلعها بطريقة آمنة، وأين توضع بعد الاستخدام؛ بل كم ساعة يجب أن أغيّر بعدها الكمامة بأخرى جديدة، فبعضهم ربما استعمل الكمامة نفسها لأيام!.

في رأيي، من الضروري أن تنتج وزارة الصحة «فيديوهات» تتحدث «بلغاتهم» بشكل مبسط عن أهمية الإجراءات الوقائية وكيفية تطبيقها، خصوصا غسل اليدين ودواعيه، وارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي الذي لا تعرفه أكثر غرف سكنهم للأسف.

نحن نجحنا كمجتمع -بفضل الله- بنسبة كبيرة في السيطرة على الأزمة، ولكن هذه المجمعات السكنية العمالية بيننا تشكل «قنابل كورونية موقوتة» إذا لم نقم بتفكيكها وإبطالها، ولعل ما قام به -اليوم- أمير منطقة الباحة من نقل العمال من مجمّعاتهم إلى المدارس الحكومية المعقمة، يعد إجراءً صائبا نحتاج تعميمه في جميع مدننا، مع غيره من الإجراءات الاحترازية. ودمتم بصحة.