لا شك في أننا نحتاج إلى الحظ، وبمعنى آخر التوفيق بكل خطوة في حياتنا العلمية والعملية، وطبعا الحظ ليس المعيار الوحيد للنجاح، فهناك العشرات من الخطوات والتعب والكفاح لا تظهر على السطح، وإنما يظهر النجاح وحيدا متألقا كنجم بالسماء، وقد جرت عادات (الخاسرين) على تعليق كل فشل بسوء الحظ أو ما يسمونه (النحس)، وهناك العديد من الأمثلة بالحياة تثبت أن هناك أشخاصا يستطيعون تحويل المكاسب إلى خسارة، وقد يكون نحسهم على أنفسهم أو شركاتهم أو شعوب بأكملها.

من الأمثلة الشهيرة للذين أثّر (نحسهم) على أنفسهم (رونالد واين) أحد مؤسسي شركة أبل الشهيرة. وبحسب ما نشرته «سكاي نيوز عربية»، فإن واين شارك كلا من جوبز ووزنياك في تأسيس الشركة الأمريكية العملاقة، ووقّعوا على عقد التأسيس، على أن يحصل واين على 10 % من قيمة الشركة، ويقتسم الآخران الحصة المتبقية مناصفة، بواقع 45 % لكل منهما.

ولكن واين تخلص من أسهم الشركة في عام 1976 مقابل 800 دولار أمريكي!! ولم يكن يدري أن قيمة تلك الحصة ستصل في 2018 إلى 100 مليار دولار.

أما الأكثر نحسا فهو من يؤثر في شركته ومساهميه، وأُطلق عليه لقب (أسوأ مدير تنفيذي بالقرن العشرين)، حيث تسببت قيادة (ستيفن إلوب) الكارثية في انهيار أكبر شركات الاتصالات بالعالم «نوكيا»، وبعد أداء غير مقنع ما بين 2007-2010 (زاد الطين بلة) تعيين الشيخ (ستيفن إلوب) رئيسا تنفيذيا للشركة والتي انخفضت إيراداتها خلال عهده (2010-2013) بنسبة 40 % وأرباحها بنسبة 95 %، وانهارت حصة نوكيا في سوق الهواتف الذكية من 34 % إلى 3 % لصالح هواتف أندرويد وأبل، فضلا عن انخفاض سعر سهم الشركة بنسبة 60 % وفقدانها 13 مليار دولار من قيمتها السوقية.

أما الذين قد ينحسون (شعوبا كاملة) فلا أجد أفضل مثل من (سليماني) الذي كان دخوله للشام العربي، نحسا ولعنة على أجمل بقاع الأرض (العراق وسورية ولبنان)، فحياته كانت لعنة، وموته كذلك. توفي العشرات من (الجهلة) وهم يحاولون التمسح بجثمانه، ومن ثم أُسقطت طائرة مدنية وتوفي 176 مدنيا بالخطأ نتيجة الرعب الذي عاشته قوات (الحنشل) الثوري الإيراني خوفا من التهديدات الأمريكية، فحياته كانت نحسا ومقتله كان موتا ودمارا.

وأعتقد أنه لو أتينا بمنحوس لإحدى الشركات المهددة بالإيقاف بسوق الأسهم السعودية، فقد تتغير المعادلة وتضرب (فيوزات) الشركة، وفي رواية أخرى (أسهمها). وبما أننا شعوب تعشق (العيون الخضراء)، والشعر الأشقر فإنني بالنيابة عن جميع القراء أدعو الأخ (ستيفن إلوب) إلى ترؤس إحدى شركاتنا (الخسرانة) من مبدأ (هي خاربة خاربة خلنا نعميها).