توقف النشاط الرياضي في جميع بلاد العالم أفرز العديد من الأفكار الشاطحة التي لاحت على السطح والبحث في أغوار التاريخ، فهناك من ذهب للبطولات وفندها بطريقته الخاصة وظهر بتصنيف جديد ربما لا يتوافق مع اللائحة في ذلك الوقت، وآخرون كرسوا جهودهم للإسقاط على منجزات الفريق المتفرد ومحاولة تشويهها، ولتأكيد حيلتهم أخرجوا مقاطع من مباريات سابقة لكشف عدم أهليته للفوز، والأكيد أن أخطاء التحكيم لامست الجميع، وربما أن من يتحدث حول تلك الدائرة الخانقة قد يكون فريقه الأكثر استفادة، لكن شعار الصوت العالي يراه ومن يسير على وتيرته فرصة لتشويه ذاك البطل ومحاولة النهوض بمؤشر فريقه لأرقام خيالية، وبعيداً عن هذا المد والجزر، لأن البطولات وكما يقال لا تحتاج لشيخ يفصلها لأنها واضحة في سماء التنظيم، وبالتالي تتساقط البطولات الوهمية لأنها لا تتكئ على أرضية صلبة. وفي غمرة الحديث عن المنجزات والأبطال تعالت أصوات لترشيح بطل لدوري هذا العام، وتضاعفت حمى المناكفات... لمن يذهب لقب الدوري الذي توقف في الجزء الأخير بداعي جائحة كورونا؟، وأعتقد أنه في مثل تلك الظروف لا بطل الشتاء يستحق أن يتوشح باللقب ولا المتصدر، لأن الـ8 مواجهات المتبقية كفيلة بقلب أوراق المنافسة، باعتبار أن هناك 24 نقطة متبقية، وهو رقم كبير قد يسهم في تحولات المعادلة، ولحسم الجدل يتعين أن تدخل الـ8 جولات في مواجهات الموسم المقبل، لأن ما تبقى من المنافسة سيكشف عدة معالم في مواقع ترتيب البطل والرباعي المتأهل آسيويا والهابطين للدرجة الأولى، والأهم ألا تستأنف المنافسة حتى يأخذ اللاعبون قسطا وافرا من الجاهزية الفنية، تمكنهم من تقديم العطاء الجيد لأن فترة الغياب الحالية باتت طويلة، بسبب الحجر المنزلي الذي يفترض أيضا أن يستفيد منه الجميع لسلخ الأوزان المرتفعة، والخوف الشديد على الأطفال المنكفئين على الأجهزة الإلكترونية وعن يمينهم المشروبات الغازية، وفي الاتجاه الآخر أنواع الأكلات غير الصحية المتنوعة من الشيكولاتات والشيبس، وما شابهها وسط غياب للحركة لحرق السعرات التي تتضاعف خلال ساعات، والنتيجة تخمة تجثم على أبدان الأطفال.