من أهوال الحرب إلى مسلسل التفجيرات وانتهاء بمستنقع الأوبئة والمعاناة من انقطاعات الكهرباء وسوء الخدمات وفيضان السيول، مرت العاصمة اليمنية عدن بسلسلة من المآسي والأهوال، مترقبة الفرج بصبر شديد، لكنها ما إن تتخطى أزمة حتى تتعثر بغيرها.

لم تكد عدن تتنفس الصعداء، بعد تحريرها من العصابات الإرهابية الحوثية 2015، وتبدأ الاستعداد للانتعاش، حتى شهدت عددا من التفجيرات والاغتيالات والاختلالات الأمنية التي ذهب ضحيتها المحافظ اللواء جعفر سعد وعدد من الخطباء والأئمة والقيادات العسكرية، ووصل الأمر إلى انقلابات عدة، صمدت عدن في وجهها، وحاولت تجاوز المحنة، لتقع في مطب انتشار الأوبئة والأمراض المعدية والمميتة مع تدني الخدمات الصحية، وفي معمعة تلك المرحلة توالت انقطاعات الكهرباء لتزيد من المعاناة، ثم جاءت الطامة الأخيرة مع سيول الشهر الماضي التي كشفت المستور، وأطفأت بصيص الآمال بنهوض العاصمة.

انقطاع

انتفضت عدن في ثورة غضب شعبية عام 2018 بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء، والذي استمر عدة أيام دون حلول، وخرج المواطنون الذين أرقهم الحر من منازلهم، ليقطعوا الطريق الرابط بين مديرتي البريقة والمنصورة في العاصمة احتجاجا على الانقطاع، الذي لا يزال مشكلة حتى اليوم.

أوبئة

تحولت عدن إلى مستنقع لكافة الأوبئة المميتة التي سبقت استقبال كورونا الجديد، وسجل عام 2019 أكبر عدد من الوفيات بسبب الأوبئة المنتشرة، ومنها الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والسل الرئوي والشنوقونيا المنتقلة بسبب المهاجرين من القرن الإفريقي، وهي أوبئة وقفت وزارة الصحة أمامها عاجزة ومتفرجة.

تهم

ترمي الحكومة الشرعية مسؤولية نقص الخدمات وتدني المشاريع على المجلس الانتقالي، وبدوره، لا يقف المجلس مكتوف اليدين، بل يتهم الحكومة الشرعية بالتقصير وعدم تنفيذ بنود الاتفاق السياسي.. وما بين هذا وذاك تبقى عدن ضحية تبادل الاتهامات والخلافات السياسية.

يقول وزير الكهرباء والطاقة اليمني المهندس محمد العناني لـ«الوطن»، «الوضع حاليا غير مرضٍ لأسباب كثيرة ومختلفة، ومنها أحداث أغسطس 2019 (اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات المجلس والحكومة) التي تسببت في تأخر كثير من المشاريع التي كانت قائمة، وتأخرت خطة الصيانة، كما أن الأمطار الأخيرة تسببت في أضرار كبيرة جدا فيما يخص الشبكات، حيث تضررت 1640 محطة تحويل فرعية.. صحيح أن التقديرات الأولية لم تُحصر ولكن الأضرار كبيرة جدا، والشبكة قديمة ومتهالكة وعمرها أكثر من 40 عاما، وكل ما كان يحدث مجرد توسيع وإضافة».

إستراتيجية

أضاف العناني «هناك تقرير يتم إعداده للرفع به، وقطاع الكهرباء في عدن يعاني من قبل الحرب، ويواجه تحديات كبيرة، وازداد سوءا مع الحرب بسبب التدمير والعبث، وهناك إستراتيجية كبيرة ومحددة تحتاج وقتا لتنفيذها، وتتلخص في بناء محطات وتوفير طاقة بأسعار مقبولة.. وهذه التحديات تحتاج إلى محطات كبيرة تعمل بالوقود الرخيص مثل الغاز والفحم والطاقة المتجددة، ونحتاج إلى شبكات حديثة وعدادات إلكترونية وتغيير في المنظومة». وتابع «هناك أيضا دراسات واستثمارات يمكن أن تكون حكومية أو من القطاع الخاص.. أما حالياً فهدفنا المحافظة على المنظومة وتوفير خدمة مقبولة حتى يتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، فالكهرباء حيوية وضرورة لازمة لكل الناس بشكل منتظم.. لدينا توجه لإدخال الطاقة المتجددة التي باتت إستراتيجية ملزمة في قطاع الكهرباء.. كل تلك المعالجات موجودة، لكننا نحتاج معالجات للوضع الحالي والإنساني، وهذا يتطلب تدخلات من الحكومة للخروج من هذا الوضع المأساوي». وأكمل «قطاع الكهرباء من أكثر القطاعات تضررا في كافة الكوارث، سواء كانت سياسية أو طبيعية، والحكومة أقامت بعض المشاريع في الفترة الأخيرة، وهناك 400 ميجا أنشئت خلال 3 سنوات، وعلى الرغم من شح الإمكانات والحرب والتحديات الكبيرة إلا أن هناك مشاريع تقام، لكنها لا تواكب الطلب المتزايد بشكل كبير، كما أن الحرب أنهكت الحكومة.. لذا نحن بحاجة إلى توفير خدمة مقبولة ومعقولة لتغطية الوضع حاليا حتى يتم اكتمال الأعمال اللازمة في هذا الاتجاه.. هناك مبلغ تم تحديده عن طريق إحدى الشركات الألمانية لشبكة عدن فقط قدره 75 مليون دولار في المرحلة الأولى، وهذا المبلغ يعد تحديا أمام إمكانات الدولة في ظل الظروف الراهنة، لكنه سيحدث نقلة نوعية عند تنفيذه وإدخال التقنيات الحديثة».

إحالة

على الرغم من تفشي مرض كورونا ووصوله لمختلف دول العالم المتقدم منها والمتأخر، إلا أن الإعلان عن الإصابات في اليمن لا يزال يثير علامات الاستفهام بين صحته أو محاولة إخفائه، ويؤكد وكيل وزارة الصحة، الدكتور عبدالرقيب الحيدري لـ«الوطن»، أن هناك مستشفيات خاصة تخلت عن دورها في الأزمة، وتمت إحالتها إلى النيابة العامة استعدادا لمحاكمتها، وقال «في المناطق التي تسيطر عليها الشرعية تعلن وزارة الصحة بكل شفافية ووضوح عن حالات الإصابة بمرض كورونا الجديد، وقد وضعت الوزارة خطة تشمل إجراءات ما قبل الوباء وأثناءه وما بعد تفشيه، وتم إبلاغ كل المستشفيات والمراكز الصحية بضرورة إيجاد عزل بالمحافظات، وهناك مشروع تثقيف صحي، وإغلاق لكافة المنافذ البرية والجوية والبحرية، وتعليق للتعليم بكافة المراحل، وتعليق صلوات الجمعة والجماعة، ومع ظهور أول حالة في حضرموت تم إغلاق المحافظة، وتم التدخل من جانب الفرق الطبية والترصد والاستجابة السريعة، بعد ذلك ظهرت حالة في عدن وتم التعامل معها وفق الإجراءات المعمول بها، وهناك تعاون مع منظمة الصحة العالمية، ودعم كبير من مركز الملك سلمان للإغاثة». وتابع «الانقلاب الأخير الذي حدث في عدن من جانب المجلس الانتقالي وغياب الإدارات القائمة وتداخل السلطات، جعل الأطباء يشعرون بأنه لا وجود للدولة، وأغلقت بعض المستشفيات الخاصة أبوابها في ظل هذه الظروف». وأوضح الحيدري «أن عدن تواجه منذ 5 سنوات صعوبات وضعف الوزارة وانهيار العملة اليمنية الذي أدى إلى ضعف المرافق الصحية، وتم إنقاذ كل ذلك من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، واليوم هناك كثير من الجائحات منها الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والسل الرئوي والشنوقونيا، ونحن نطالب منظمة الصحة العالمية بمساعدتنا لمواجهة هذه الجوائح، خصوصا أننا سجلنا في العام الماضي عددا كبيرا من الوفيات نتيجة هذه الأمراض».

أزمات

القطاع الصحي يفتقر إلى التجهيزات والمعدات الطبية

تدمير البنية التحتية للقطاع الصحي نتيجة الحرب والصراع

اليمن يواجه أزمة إنسانية مستفحلة

ارتفاع معدلات الفقر والبطالة

المرافق الصحية في اليمن (لا تعمل)

50 % تعمل بشكل كامل

35 % تعمل جزئيا

15 % توقف كامل

أقل من 5 أسِرّة لكل 10 آلاف شخص في المتوسط

ابتلاءات في عدن

25 مارس

الحوثيون يقاتلون في عدن ويسيطرون على المطار وقاعدة عسكرية

28 أبريل

الحوثيون يهاجمون جامعة عدن ومستشفى خور مكسر

6 مايو

الحوثيون يسيطرون على التواهي

مقتل أكثر من 58 نازحا من سكان عدن

1 يوليو

مقتل 20 مدنيا وإصابة 41 بجروح في قصف حوثي على التقنية شمال عدن

6 ديسمبر

اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد

10 سبتمبر

محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي يدعو لإنشاء كيان سياسي جنوبي

11 مايو

الإعلان عن تشكيل هيئة المجلس الانتقالي

يناير

المجلس الانتقالي يمهل الرئيس أسبوعا لإجراء تغييرات حكومية ومطالبات بإقالة بن دغر.

نهاية المهلة، سيطر المجلس الانتقالي على مقر الحكومة في عدن

أغسطس

اشتباكات بين انفصاليين ينتمون للحزام الأمني وقوات موالية للحكومة

15 أغسطس

وصول لجنة سعودية إماراتية إلى عدن بهدف حل الأزمة

20 أغسطس

سيطر الانفصاليون على مدينة عدن

أغسطس

اشتباكات مسلحة بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية