قال تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) ونستفيد منه في الشؤون الإدارية أن «تعدد المرجعية» يفسد العمل.

وقال تعالى (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) فـ«تعدد المسؤوليات» للشخص الواحد يجعله متشتتا.

وحينما تكلف الإنسان بمهمتين فسوف يضيع الاثنتين. وبما أن الكوادر القيادية والموارد البشرية متوفرة فأرى أنه من المصلحة إفراد المسؤوليات، بحيث لا يكلف أي أحد بأكثر من مسؤولية وعضوية، وفي ذلك ثلاث فوائد.

الأولى تركيز المسؤول في مسؤوليته الواحدة لزيادة الإنجازات وتسريع الأداء في زمن يركض ولا يرحم.

والثانية فتح المجال لقيادات أخرى تقوم بالواجب فتزداد المخرجات وتتطور القيادات كماً وكيفاً.

والثالثة تحقيق المستهدفات بقدرها المخطط وزمنها المحدد.

كما أن بقاء المسؤول في مكانه أكثر من فترة واحدة يقلل من مخرجاته، ويبعث على الملل منه وعلى من حوله.

والذي لا يحقق الحد الأدنى «الحقيقي» من المستهدفات «الفعلية» فلا يترك لإكمال فترته، ومن يثبت نجاحه السنوي فيكملها.

ومن يثبت إبداعه فلا يجدد له في مكانه وإنما ينقل بعد فترته الأولى إلى جهة أخرى، يبدع فيها ويصنع المزيد من الإنجازات ويصقل لنا المزيد من الكوادر، ولا سيما القيادات الذين يعملون معه وبعده.

وبعض المسؤولين يهمش قياداته خوفاً منهم على كرسيه بدلاً من أن يفرح بهم، مع أنه في جميع الحالات راحل سواء إلى بيته أو إلى جهاز آخر.