الاختراق الأكاديمي لجماعة الإخوان معروف عبر العالم، حيث ركز تنظيمهم على التغلغل في المفاصل الحساسة، بحيث يتحكمون في الجامعات التي هي مصنع الرجال، وخط إنتاج الموارد البشرية في كل السلطات والقطاعات، وبالتالي ينتشرون كالفيروس في كل الوزارات والشركات والجمعيات.

ولذا، تجدهم في الجمعيات العلمية وكراسي البحث ومجامع الفقه، ناهيك عن المعاهد والمجلات المحكمة، وحتى المؤسسات الخيرية ومراكز البحوث، والجوائز المتنوعة.

وكما قلت عبر 10 سنوات، إن الخطر التركي أكثر من الفارسي، لأنه يخترق الغالبية وليس الأقلية، وبأسلحة ناعمة لا خشنة، ويستعين بجماعة سرية منظمة منذ 90 عاما، وليست ميليشيات مكشوفة، وفي كل يوم تزداد مصداقية تحذيرنا.

وحينما جاء ما يسمى «الربيع العربي» ظهر التنظيم على السطح، وكشف عن أكثر كوادره وأوراقه، فبان أنهم مسيطرون على الشارع، وقد «اختطفوا» العقول بعد أن «اخترقوا» كل شيء في الدولة والمجتمع.

وحتى بعد افتضاح أمرهم، إلا أنهم ما زالوا بقوتهم الناعمة، إذ تراهم يشاركون في قيادة المؤسسات العلمية والمراكز البحثية والمجلات المحكمة، وينشرون لبعضهم ونحن في 2020، بلا خجل ولا وجل، ويمررون «أدلجتهم» الفكرية و«أجندتهم» الحزبية كنشر البحوث للتسويق لمشروع تركيا بعد كل هذا العداء والافتضاح، وحتى في التلفزيون يدافعون عن العثمانيين الجدد، مما يعني أن المبالغة في حسن الظن والوهم بأنه تمت السيطرة على الاختراق يحتاج إلى مراجعة، كما قلته في مقالي «فخ الانتصار».