تنشط عدد من المهن والمحلات التجارية بشكل ملحوظ في الليالي الأخيرة السابقة للعيد، وعلى الأخص محلات الحلويات والهدايا والألبسة وغيرها من المحلات التي تمارس نشاطا يحتاجه المستهلك في مثل هذه المناسبة.

لكن الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم أجمع، والمملكة كجزء منه، جعلت الإقبال على هذه المحلات ضعيفا بشكل ملحوظ حسب ما رصدته «الوطن» في جولة لها شملت عدداً من المحلات التي كانت تشهد في السابق إقبالاً كبيراً وزحاما شديداً من قبل المواطنين والمقيمين خلال الليالي الأخيرة لشهر رمضان المبارك، على الرغم من قرار السماح لهذه المحلات بالعمل، ومعاودة مزاولة النشاط.

حلويات

يقول عبدالستار عبدالرحمن وهو مالك أحد محلات الحلويات لـ»الوطن»: «محلات وبسطات بيع الحلويات والمعجنات في منطقة البلد في جدة، وتحديدا في جدة التاريخية تشهد إقبالا ضعيفا من قبل المواطنين والمقيمين على شراء حلويات العيد، ونشهد انخفاضا شديدا في مستوى المبيعات».

أضاف «على الرغم من انخفاض أسعار بعض أصناف الحلويات، فإن الإقبال لا يزال ضعيفاً، ربما بسبب الأوضاع الراهنة التي فرضها تفشي وباء كورونا الجديد، والإجراءات الاحترازية التي تطبق، إضافة إلى مواعيد منع التجوال وفترة السماح بالبيع، وقرار منع التجوال خلال أيام عيد الفطر المبارك».

يضيف «نتيجة قلة الطلب انخفضت الأسعار عموماً بشكل كبير، حتى وصلت الأسعار بين 25 و45 ريالاً للكيلوجرام الواحد حسب النوع والمكونات».

أوضح أحد أصحاب محلات بيع الورد وتغليف الهدايا أن حركة البيع في المحل تشهد انخفاضا كبيرا في معدلاتها قياسا بمثل هذه الأوقات من السنوات الفائتة، مؤكداً أنهم اضطروا إلى خفض أسعار الورد التي وصل سعر الباقة الواحدة منها إلى 60 ريالاً، بعد ما كانت في السابق تتراوح بين 100 و120 ريالا.

كما أكد أن سعر تغليف الهدايا انخفض بدوره نحو 50 % من قيمته سابقاً، وذلك بسبب ضعف الإقبال وقلة الطلب، وعزوف الناس عن الذهاب إلى زيارة المرضى في المستشفيات، أو المشاركة في المناسبات الاجتماعية والزيارات العائلية.

الورد والهدايا

لم يقتصر ضعف الإقبال على محلات الحلويات والورود والهدايا، بل طال كذلك محلات بيع الملابس الجاهزة التي أكد عدد من ملاكها وباعتها ضعف الإقبال الشديد عليها بسبب جائحة كورونا الراهنة ومواعيد منع التجوال وقرار منع إقامة المناسبات الاجتماعية ومنع التجوال خلال أيام عيد الفطر، إضافة إلى تخوف المواطنين من الإصابة بالفيروس عبر ملامسة الأقمشة والملابس المعروضة.

يقول ماجد أحمد وهو صاحب أحد محلات بيع الملابس: إن «السوق يشهد ركودا شديداً، وضعفا جليا في الإقبال عما كان عليه من قبل، ففي مثل هذه الأوقات في السنوات الماضية وخلال الأيام العشر الأواخر من رمضان كان السوق يشهد ازدحاما شديدا وإقبالا كبيرا».

يتابع «نتيجة للوضع السائد، وبغية تحفيز المواطنين والمقيمين على الشراء قدمنا عروضا وخصومات وصلت إلى 50 % من الأسعار السابقة، كما أسهمت المواقع والمتاجر الإلكترونية كذلك في ضعف الإقبال لأن غالبية الناس لجأت إليها لشراء الملابس والاحتياجات خلال فترة منع التجوال».

الملابس الجاهزة

إذا كانت النشاطات والمحلات السابقة تعاني الركود وضعف الإقبال، فإن مهناً أخرى كانت تنشط في هذا التوقيت شهدت توقفا تاما عن المزاولة بقرار رسمي يهدف إلى تجنب انتشار فيروس كورونا، ويسهم في الحد من العوامل المساعدة على تفشيه، ومنها مهنة الحلاقة وعلى الأخص الرجالية.

يقول إسماعيل كركوتلي وهو حلاق تركي «توقف نشاطنا منذ قرار إقفال محلات الحلاقة مع بداية تفشي كورونا.. هذه الأوقات عادة كانت تمثل موسماً بالنسبة لنا، وكنا نزيد عدد ساعات العمل خلالها حتى وقت متأخر من الليل لنلبي الطلب المتزايد».

يتابع بأسف «نتمنى أن يتم إيجاد لقاح لهذا الوباء، وأن نعود جميعاً لمزاولة عملنا، فقد اشتقنا لضجيج الزبائن، وأصوات المقصات».

محلات الحلاقة

عوامل ضعف الإقبال

تفشي جائحة كورونا

تجنب الناس للأماكن العامة وأماكن التجمع

قرارات تحديد السماح بالتجوال

منع التجوال الشامل خلال أيام العيد

نشاط المواقع الإلكترونية وخدمات التوصيل