يودعنا شهر الصيام والقيام والعتق والغفران، لنستقبل عيد الفطر الذي يأتينا هذه المرة، متخلياً عن كثير من عاداته، تحت وطأة جائحة كورونا الجديد.

ولعل أبرز ما سيفتقده المسلمون في هذا العيد، صلاة العيد جماعة، وهي التي كانوا يفدون إليها زرافات ووحدانا يكبرون ويهللون، ويتبادلون التهاني بوجوه يملؤها الحبور والسرور.

مظاهر غائبة

يقول الباحث الاجتماعي صالح الدبل «سيفتقد الناس في هذا العيد كثيرا من العبادات والعادات التي كانوا يمارسونها في الأعياء الفائتة، وأهمها صلاة العيد جماعة والذهاب لتأديتها على الأقدام، كما سيفتقدون الطواف بمنازل الأقارب والجيران والأصدقاء للسلام واحتساء القهوة وتناول حلويات العيد، وسيفتقدون السهرات الليلية العائلية، والاجتماع في الاستراحات لتبادل التهاني، كما سيفتقدون السفر لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء».

ويضيف «ستفتقد بعض المدن لخصوصياتها في العيد، وعلى الأخص المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فمن عادة أهلهما لبس ملابس العيد والذهاب للمسجدين الحرام والنبوي والصلاة فيهما، ولا يمكن أن ننسى الأطفال الذين سيفتقدون بهجة العيد وتجميع العيديات والهدايا، كما سيفتقد إخوتنا المقيمون قدرتهم على التواصل الشخصي مع أصدقائهم وجيرانهم وزملائهم من المواطنين».

التزاحم المفقود

يؤكد المستشار الاجتماعي فهد القحطاني أن أكثر مظهر من مظاهر العيد سيغيب هذا العيد، هو صلاة العيد وحضور الناس من كل حدب وصوب لتأديتها في مشهد عظيم أطفالا ونساء ورجالا وشيوخا، وقد لبسوا أجمل الملابس».

ويضيف «سيفتقد أطفالنا كذلك هدايا العيد التي كانت توزع عليهم في مصلى العيد وتجمعات الأهل والأقارب في الاستراحات والديوانيات الخاصة، ولا ننسى تزاحم الناس ليلة العيد لتوزيع زكاة الفطر أو شرائها قبل ذلك، بعد تحول ذلك إلكترونياً عبر الجمعيات الخيرية المنتشرة في المملكة، كما سنفتقد الاحتفالات الرسمية والمهرجانات التي تخصص مفاجآتها ليوم العيد، حيث ستغيب عنا فرصة الاستمتاع بها».

وجبة العيد

يرى المستشار الأسري أحمد الدخيل، أن عيد الفطر لهذه السنة سيكون مغايرا عن الأعياد الماضية من عدة وجوه، وقال «لن نستطيع الاجتماع مع الوالدين والأقربين بعد صلاة العيد، ولن نتناول وجبة العيد سوياً في مكان واحد، ولن نستطيع زيارة الأصدقاء ومن لهم حق علينا من الأعمام والأخوال وقبل ذلك الأجداد».

وتابع «على الرغم من هذا الحرمان فإننا مسؤولون كآباء وأمهات عن بث روح التفاؤل والإيجابية وعدم التذمر ومحاولة إدخال الفرح والسرور والبهجة يوم العيد على أبنائنا، ووضع برامج مميزة وشيقة، لأن ذلك من شأنه أن يخفف عن الأسرة والأبناء ألم الحجر المنزلي الاحترازي».

بدائل افتراضية

تشير الأخصائية الاجتماعية كوثر الشدوي إلى أنه على الرغم من الانغلاق القسري في المنازل نتيجة للحجر الصحي، والالتزام بالتباعد الاجتماعي إلا أنه يمكننا التعويض بالبدائل الافتراضية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة العيد بعدة طرق إيجابية تمكننا من استشعار فرحة العيد بالتواصل مع جميع الأقارب والأهل والأصدقاء، إضافة إلى إيجاد أنشطة ترفيهية متنوعة مثل المسابقات وتقديم الجوائز وممارسة مختلف الهوايات.