من هي مرزوقة؟ لا أعلم، لعل لها من اسمها نصيب، كل ما أعرفه أنها قدمت صورة بسيطة جدا، وبأسلوب عفوي، لتجد مليون إعجاب وأكثر في «تويتر»، وأصبحت «ترند»، بل وتم تداول اسمها على مستوى عالمي، وعرفها بعض مشاهير السوشال ميديا، ودعموها بالإعجاب والتعليق الذي لا يخلو من الفكاهة، وتابعنا نحن في منازلنا النزال السريع مع أبوقحط في جو مفعم بالحماس والضحك، وتتبع الأرقام حتى يتحقق الفوز بجائزة المسابقة التي رصدها منصور في حسابه لأجمل صورة؟ من هو منصور؟ ومن هو أبو قحط؟ هم خصوم مرزوقة!. ما أدهشني فعلا، أننا انجرفنا -كعائلة- في هذه المعركة لمسايرة أولادنا فيما أشغلهم عن الصلوات في الليالي العشر، ربما لنعرف النتيجة ثم ننصرف إلى ما هو أهم. لكن الغريب، الجوُّ الفكاهي والحماسي الذي ساد في ليلة مرزوقة له طابع خاص، إذ شعرنا بتقارب العالم كله وبساطة الناس، حتى المشاهير وأصحاب المناصب والمراكز، واهتمامهم بمسايرة الركب، على الرغم من بساطة الهدف ومحتواه، إلا أن فوز مرزوقة كان يعني فوز النساء جميعا في نظر المشاركات والداعمات. وفي نظري، أجد أن التواصل الاجتماعي عبر وسائل التواصل اليوم، لم يعد يهتم بالتفاصيل، ولايغوص في الأعماق، لكلٍّ هدفٌ يريد أن يصل إليه بطرق تخدمه بها وسائل التواصل، وكل من يتعامل معها سيجد نفسه -بشكل أو بآخر- أسهم في تحقيق الهدف، أو نشره أو تابعه. الغريب في عالم اليوم، أنه جرفنا إلى التغيير والتحول دون إرادة، ووجدنا أنفسنا نتعاطى معه ببساطة، حتى نفهم ما حولنا ونتعامل مع أولادنا بطريقتهم. ها هي أمي تسأل: من هي مرزوقة؟ فازت؟ الحمد لله، هيا إذن، لنصلي. أما أنا، فقد وجدت الإجابة في دراسة حديثة أظهرت أن الذين يكثرون من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، أكثر انجذابا إلى المتعة، وبالتالي يصبحون أقل عرضة للانخراط في «التفكير التأملي»، ولا يكترثون كثيرا بأهداف الحياة الأخلاقية، وفق ما ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. وبينت الدراسة -على وجه التحديد- أن الإنترنت يسبب انخفاضا في الفكر التأملي، وذلك يعود -إلى حد كبير- إلى سرعة وتيرة الاتصال بالإنترنت، الذي ينطوي -عادةً- على نصوص كثيرة، وتغريدات، وتعليقات، ورسائل لا تستغرق عادة وقتا طويلا للمعالجة. وتوقعت الدراسة أن الاتصال الدائم بالإنترنت، ووسائل الترفيه المحمولة، والاتصال الدائم بمواقع الاتصال الإلكترونية، كلها أدت إلى حدوث انخفاض هائل في التفكير التأملي اليومي العادي. يقول نيتشة «كن بسيطا، فإن البساطة بذاتها جمال». في تحليلي السريع، ربما بساطة وعفوية الطرح والصور جعلتها في قالب اجتماعي فكاهي، أخرج الناس من عزلتهم المنزلية، وأدى إلى تفاعل عالمي بسيط وسريع ومضحك نوعا ما. شكرا مرزوقة، وشكرا أبوقحط، وشكرا لصاحب الفكرة والمسابقة منصور، عشنا معكم ليلة جميلة.