عيد كورونا مختلف، ولم يسبق أن مر على البشرية أجواء بالقدر التي عشناها في هذا العام والتي بلا شك لها صيغتها المتفردة في الملامح عن السابق، كنا نستقبل يوم العيد بسيناريو يبدأ من الساعات الأولى في الصباح الباكر وحتى الليالي الملاح التي تضيء فيها السماء بأقواس الفرح من خلال الألعاب النارية التي تزيد من البهجة في النفوس. لكن في عيد هذا العام تباعدنا في الأجساد غير أننا اقتربنا من الأهل بصورة لم تحدث من قبل، قضينا جل الوقت بين جنبات الأسرة ولم يكن هناك وقت للخروج لساحة أخرى، ولا شك أن ذلك يجسد الوعي الحقيقي لكل فرد في تفعيل الجوانب الاحترازية التي تعد الجدار الأول للوقاية من هذا الوباء، كفانا الله وإياكم شره، غاب العناق والمصافحة وبقيت المشاعر فياضة بالمراسلات من خلال تبادل التهاني النابعة من القلب، ذكريات العيد في السابق والحاضر جميلة في كل أجزائها وسيبقى ملف كورونا خالدا في ذاكرة الجميع سيتداوله كل شخص بطريقة تختلف عن الآخر، غير أن الخطر المحدق سيتفق عليه الجميع.

اللافت أن الرياضيين غابت أخبارهم وحفلات السمر هي الأخرى توارت عن المشهد، والأكيد أن الرياضيين تحديداً لم يقضوا إجازة بعيدا عن معشوقتهم بالقدر الذي يمر بهم في هذه الأيام، ولعلنا نتذكر جلياً في السابق أننا نتعاطف مع اللاعبين لعدم استمتاعهم مع أهلهم وأحبابهم لأن العيد بالنسبة لهم ساعات، وليس أياما ثم يهرعون للانخراط في التدريبات أو المعسكرات لاستحقاق ينتظرهم مع الفريق، بل إن مدرب اللياقة أو أخصائي التغذية يلزم كل عنصر ببرنامج غذائي على اعتبار أن نوعيات الأكل في العيد قد تكون مضاعفة سواء على صعيد السكريات أو النشويات فضلاً عن البروتينات، لكن تلك النصائح اختفت في أجواء كورونا الذي ابتعد فيه اللاعب عن ساحة التدريب، وأصبح يزاوله في منزله بطرق مختلفة، وربما يتناول الأغذية دون اكتراث. أشياء وأشياء أفرزها عيد هذا العام والذي صنعه كل شخص بطريقته الخاصة، فهناك من لبس الفرح مع أعز الناس الذين يحيطون به بالمنزل، وهذا يعد شخصاً ناجحاً لأنه رسم البهجة في محيط أسرته وليس في موقع آخر، نسأل الله أن يديم عليكم الفرح في كل مكان. عموماً تجربة كورونا في كل طقوسها ستكون خالدة، ويتعين الاستفادة من أحداثها وتجاهل سلبياتها، وفي كل الأحوال سيكون هناك وعي مختلف في قادم الأيام تتباين درجاته من شخص لآخر.