في ظل الحجر المنزلي أصبح الاهتمام والحديث عن فيروس كورونا الجديد هو السائد، لكن هناك فيروسات أشد خطرا على عقول أجيال المستقبل، وهي تأتي ممن يسمى بالمشاهير السلبيين والفارغين الذين ليس لديهم محتوى مفيد، وتأثيرهم أصبح واضحا، وقد يفوق تأثير المعلم والوالدين بخصوص الأطفال.

نالوا شهرتهم من التمرد على الواقع ونزع رداء الحياء، ويحاربون العلم والدراسة وينشرون قصصهم وفشلهم الذريع في الدراسة، وهذه أخطر قناعة يوصلونها للملايين من الأطفال الذين ما زالوا في بداية مشوارهم مع الدراسة.

تحمل المسؤولية والانضباطية هو أحد أسس النجاح، خصوصا للأطفال، وعندما تجتمع الجرأة والجهل تكون النتائج كارثية، وهذا ما نراه لدى المشاهير السلبيين.

التقليد السطحي اجتاح كثيرين، وأحد الأسباب هم المشاهير الذين ينشرون مواد هابطة دون محتوى، وقد سيطروا بسذاجتهم وتنقلاتهم من المقاهي والمطاعم والاهتمام بتوافه وقشور الأمور، وهذه الأهداف ذات أولوية لهم ولمن يتابعهم، وهي في الأصل فكر تجاري بين التاجر والمشهور، لذلك هي أشياء ربحية وجد التاجر ضالته في أحد المشاهير الذي اشتهر بأشياء تافهة، لا يوجد في ثناياها ما يخدم الفكر والمستقبل.

أصحاب الاختصاص والمعنيون بهذا الشأن أدركوا مؤخرا تأثير المشاهير السلبيين على عجلة التعليم والتطور، من الآراء والحلول التي طرحت وما زالت قيد الدراسة والبحث هي وضع معايير محددة للمشاهير للنشر والإعلان، أو تثقيف وتأهيل المشاهير تعليميا وسلوكيا، فلا شك أن هناك الملايين من المتابعين سوف يتأثرون بقناعات وتوجهات تلك القدوات، سواء كان للأفضل أو الأسوأ.

في ظل الرؤية المباركة التي أطلقها ولي العهد أصبحت المسؤولية تنتقل تلقائيا للمواطن، فالكل مسؤول، قناعات ووجود المشاهير الفارغين أهدرت كثيرا من الوقت والصحة لكثير من صغار السن، والكل يتحمل المسؤولية بلا شك، لذلك النصائح التوعوية للمشاهير لم تأت بثمار أو نجاح يذكر، لكن عصا القانون الغليظة هي إحدى الطرق الوقائية لكل معضلة.

نتمنى أن نرى أغلب المشاهير يحملون قناعات إيجابية ومسابقات علمية ترقى بالفكر الإنساني، ويكون لها الأثر الإيجابي لجعل العقول تغوص في بحور العلم والمعرفة والإبداع، والبحث عن القدرات العقلية في بناء المستقبل.

لكي نسلم من التخلف الحضاري علينا كبح جماح الأفكار والتوجهات السلبية التي تقودها بعض الفئات الفارغة التي لا تتعامل مع الواقع بالشكل المطلوب.

من مقولات ولي العهد الخالدة «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله».

لذلك يبقى لدينا طموح يعانق هامات السحب في التغيير للأفضل، وتبقى سلطة وتأثير القانون الرهان الرابح، بإذن الله.