لطالما تراهن الحكومات على وعي الشعوب، لإنجاح خططها في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، ولنا في الشعب الصيني خير مثال، -وعلى حسب الأرقام- فإن الصين حققت نجاحات كبيرة في مواجهة تفشي الفيروس في مدة قصيرة، وهذا بلا شك يعود لوعي الصينيين واستدراكهم لخطورة وسرعة انتشاره بين الناس بالتزامهم بتطبيق الإجراءات والاحترازات كافة لمنع انتقال الفيروس بينهم، واستعادة حياتهم الطبيعية بشكل أسرع.

بينما في كوريا الجنوبية بدأت الحكومة بإجراءات احترازية مشددة مع بداية تفشي المرض، مما أسهم في تقليص عدد الحالات المصابة في وقت جيد، بعدها قامت بتخفيف القيود المفروضة للحد من الانتشار بشكل تدريجي قبل أن تبادر الخميس الماضي إلى إعادة هذه القيود مرة أخرى، بعد أن لاحظت ارتفاعاً ملحوظاً في معدل الإصابات الجديدة بالعدوى.

السعودية اليوم تسجل أرقاما لحالات التعافي من الإصابة تبشر بالخير وتبعث الاطمئنان، وعودة فك القيود التدريجي هذا الأسبوع جاء في وقته المناسب حسب قراءة الأرقام، الذي يهدف فيه صاحب القرار إلى مساعدة الاقتصاد والنشاطات المتضررة لاستعادة شيء من عافيتها، بعد الدعم السخي في بداية الأزمة، بهذه العودة التدريجية، حيث سجلت وزارة الصحة أرقاماً محفزة لسيطرتها على المرض، حيث قمت برسم بياني مبسط يبيّن بداية النهاية لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 في السعودية، حيث تذبذبت أرقام الحالات النشطة على القمة منذ 10 مايو ولمدة أسبوعين، إلى أن بدأت وللمرة الأولى في 25 من مايو بالنزول التدريجي، وهذا ما يفسّر إعلان وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة العودة التدريجية للحياة الطبيعة.

إذاً الأرقام تقول بأن الرهان الحقيقي هو على وعي المواطن والمقيم خلال هذه الفترة، وحتى العودة لأوضاع الحياة الطبيعية في جميع مناطق المملكة ومدنها إلى ما قبل فترة إجراءات منع التجول، باتباع التعليمات وتطبيق الإجراءات الاحترازية على أعلى مستوى، لأن البداية الفعلية لانحسار الفيروس كانت مع بداية عيد الفطر المبارك، وبالتقيد والالتزام وارتفاع مستوى الوعي، يكون «عيدنا عيدين».

في تفصيل أكثر، بدأت الحالات النشطة بالتذبذب خلال أسبوعين بين 28728 و27015 حالة إصابة نشطة في الفترة من 10 مايو وحتى 25 مايو قبل أن تتقلص أرقام الحالات النشطة وتزداد حالات التعافي بشكل ملحوظ، حيث أعلنت وزارة الصحة عن 27865 و27094 و25191 و24295 حالة إصابة نشطة في الأيام 26 و27 و28 و29 من مايو على التوالي، مما يعكس النزول الفعلي للحالات النشطة ومما يزيد الأمل لانحساره بشكل تام في أقرب وقت ممكن.

«نبيها صفر» عبارة رددناها مع بداية ظهور حالات التعافي تفاؤلاً بانحسار المرض، ولكن قبل 28 شوال ستكون هذه الأمنية أكثر واقعية مع بداية نزول المنحنى، وذلك بوعينا وتكاتفنا في تطبيق الأنظمة والإجراءات والحرص على حماية الفئات الأعلى خطراً من الإصابة من كبار سن أو مصابين بأمراض مزمنة وتنفسية.

التزامك يعكس تحضرك ويحمي من تحب ويساعد في سرعة انحسار وتفشي الفيروس، خصوصا مع الأرقام القياسية التي نسجلها هذا الأسبوع، لنصبح مثالاً عالمياً يحتذى به لمواجهة هذه الجائحة بحكومة رشيدة وشعب واع.