تسبب الانهيار المالي الذي خلفته الأنفلونزا الإسبانية عام 2008 إحدى الأزمات الكبرى العالمية بترك تأثير بالغ على الطلب في استخدام الطاقة، الأمر الذي اعتبره كثير من المحللين الاقتصاديين أنه يشبه تماما ما يحدث الآن بسبب جائحة فيروس كورونا العالمية.

وليس من المستغرب انخفاض الطلب على استخدام الطاقة مع الإغلاق المفروض حول العالم، إذ شهد انخفاضا في الاستخدام بنسبة أكثر من 3.8 % في الربع الأول من هذا العام، ويرجع السبب في ذلك إلى بقاء الناس في المنازل مع أداء الرحلات الضرورية فقط.

تعطل الطيران والحركة المرورية

وفقا لأحدث التقارير الصادرة عن منتدى الاقتصاد العالمي، قل استخدام النقل على الطرق بنهاية مارس الماضي، وذلك بنسبة تعادل 50 %، وانخفضت الحركة الجوية بنحو 60 %، وذلك وفقا لأرقام وكالة الطاقة الدولية. علاوة على ذلك فإن الاستخدام للطاقة بشكل عام انخفض في جميع دول العالم بنسبة 6 % وذلك مقارنة مع العام الماضي.

وشهدت الأشهر الستة الماضية انخفاضات كبيرة على مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستخدام الكهرباء، تقابلها زيادة في الإقبال على مصادر الطاقة المتجددة.

انخفاض الطلب على الكهرباء

كشفت دراسات وكالة الطاقة الدولية (IEA) نسب الانخفاضات، وذكرت أن الطلب على الكهرباء انخفض بنسبة 20 % تقريبا عن كل شهر من أشهر الإغلاق التام، وفي العموم يُرى أن الانخفاض عالميا يقدر بنسبة 2.5 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. أما بالنسبة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون فأصبحت أقل بنسبة 5 % في الربع الأول من العام مقارنة بالربع الأول من العام الماضي. وتتوقع (IEA) أن الانبعاثات ستكون هذا العام أقل بنسبة 8 % وسنشهد مرحلة أقل في الانبعاثات هي الأفضل منذ عام 2010.

أما بالنسبة لمصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية واستخدام طاقة الرياح، فشهدت ارتفاعا في الطلب، فتتوقع (IEA) زيادة في الإقبال على مصادر الطاقة الكهربائية المتجددة بنسبة 5 %.

فرصة للتغيير

يقول الباحثون إن التقليل من الانبعاثات الكربونية يبدو أمرا مرغوبا. وتم تسليط الضوء في إحدى الدراسات لانبعاثات الكربون على أمر الحد من الاحتباس الحراري بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7.6 % عن كل عام خلال عقد كامل حتى يتسنى لهم تقليل درجة حرارة الأرض بنحو 1.5 درجة مئوية.

وذكرت دراسة أخرى أن الانخفاض الحاد في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال فترة الأزمة المالية تبعته زيادة حادة بعد ذلك، وهو الأمر الذي يحذر منه الناشطون البيئيون حاليا بعد عودة الحياة لطبيعتها.

وقال الباحث في مركز المناخ الدولي والبحوث البيئية روبي أندرو: «حتى هذه المرحلة لا نرى أي إشارة على أن الجائحة والمجتمع استجاب لتغيير دائم وبليغ على مستقبل الانبعاثات على مستوى العالم. على دول العالم انتهاز الفرصة وعدم الرجوع للخلف باتباع الطرق القديمة، وبدلا من ذلك استخدام نهج الطاقة المتجددة لتغطية العجز الاقتصادي».

انخفاض الطلب على استخدام الطاقة عالميا

3.8 % في الربع الأول من هذا العام

6 % انخفاض عام بحلول الربع الثاني

50 % انخفاض استخدام النقل على الطرق

60 % انخفاض الحركة الجوية

2.5 % انخفاض الطلب على الكهرباء

5 % تراجع مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون

5 % ارتفاع الطلب على مصادر الطاقة المتجددة