فيما جدد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، التأكيد على حرص المملكة لدعم كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، للوصول إلى الحل السياسي المستدام للأزمة اليمنية، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، أعلن المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، التزام المملكة بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أمريكي، لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020.

وانطلق في مدينة الرياض، أمس، مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020، الذي تنظمه المملكة بالشراكة مع الأمم المتحدة، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

ورأس وفد المملكة في المؤتمر وزيرُ الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وضم المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة.

وشارك في المؤتمر ما يزيد على 126 جهة، منها 66 دولة، و15 منظمة أممية، و3 منظمات حكومية دولية، وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، إضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

فيصل بن فرحان: المملكة تدعم الحل السياسي

ألقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، كلمة نقل في مستهلها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، وتأكيدهما على الموقف الثابت لحكومة المملكة العربية السعودية في دعم ومساندة الجمهورية اليمنية وشعبها الشقيق، وتقديرهما البالغ لما تقدمه الأمم المتحدة من عمل إنساني، عبر وكالاتها العاملة في شتى أنحاء العالم، وفي اليمن على وجه الخصوص.

وقال: «لقد حرصت المملكة على استضافة هذا المؤتمر الافتراضي، رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع، بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا «كوفيد19»، معربا عن تقديره للوفود المشاركة من حكومات الدول والمنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة، وهو ما يعكس القناعة بأهمية هذا المؤتمر لزيادة الوعي بالأزمة الانسانية في اليمن، والإعلان عن تعهدات مالية لسد الاحتياجات الإنسانية هناك، والتي كان سببها انقلاب الميليشيات الحوثية المسلحة المدعومة من إيران على القيادة الشرعية في البلاد».

مواجهة التحديات

أضاف قائلا: «نجتمع اليوم والشعب اليمني يتطلع إلى ما سيسفر عنه هذا المؤتمر من تعهدات، يطمح أن يتم تقديمها عاجلا لتعينهم على مواجهة التحديات الإنسانية والسياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتنموية، بسبب الممارسات غير الإنسانية من الميليشيات الحوثية التي تقوم بالاستحواذ والنهب، وفرض الرسوم على المساعدات الإنسانية وإعاقة وصولها إلى كافة الأراضي اليمنية، وذلك استمرارا لتعنتها بعدم قبول الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث «المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216»، والقرارات الدولية ذات الصلة، وتنفيذ اتفاق ستوكهولم 2018، وأخيرا عدم قبول وقف إطلاق النار والتهدئة، الذي أعلنه التحالف لدعم الشرعية في اليمن، ودعوة المبعوث الأممي الخاص لليمن للانخراط في مفاوضات مباشرة بين الأطراف اليمنية».

كارثة بيئية

ناشد وزير الخارجية المجتمع الدولي لممارسة كافة الضغوط على الميليشيات الحوثية للسماح لموظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع UNOPS بالوصول إلى موقع خزان النفط العائم «صافر» الذي يوجد به أكثر من مليون برميل، والمهدد بالانفجار منذ سيطرتهم على ميناء الحديدة في 2015، لتفادي حدوث أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر حال تسرب النفط، وتأثير ذلك على الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي، وكذلك تدمير الألغام البحرية المزروعة التي تمنع وصول السفن التي تحمل المساعدات، وعدم فرض الرسوم عليها، والتوقف عن استهداف مطاحن البحر الأحمر في الحديدة.

بداية الأزمة

جدّد وزير الخارجية التأكيد على أن المملكة العربية السعودية حريصة على دعم الجهود كافة التي تبذلها الأمم المتحدة، للوصول إلى الحل السياسي المستدام للأزمة اليمنية، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني لدعم الجوانب الإنسانية والاقتصادية والتنموية، بما ينعكس على أمنه واستقراره، لافتا الانتباه في هذا الصدد إلى أن المملكة قدمت لليمن منذ بداية الأزمة في سبتمبر 2014، مساعداتٍ بمبلغ إجمالي وصل إلى أكثر من 16 مليارا و940 مليون دولار أمريكي، شملت تنفيذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 453 مشروعا في 12 قطاعا غذائيا وإغاثيا وإنسانيا، إلى جانب مساعدات لإعادة الإعمار، إذ قام البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بتنفيذ 175 مشروعا في 7 قطاعات تنموية بتكلفة بلغت أكثر من 150 مليونا و520 ألف دولار أمريكي، والمساعدات المقدمة للأشقاء اليمنيين داخل المملكة، ذلك إلى جانب المساعدات الحكومية الثنائية، وتقديم وديعة بمبلغ 3 مليارات دولار أمريكي لدعم العملة المحلية والاقتصاد اليمني، إضافة إلى تقديم مشتقات نفطية بقيمة 60 مليون دولار أمريكي شهريا، لتشغيل محطات الكهرباء، واستمرار مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر الحية.

وقال وزير الخارجية: «انطلاقا من قناعة المملكة العربية السعودية بأهمية تكاتف الجهود لمعالجة الوضع في اليمن، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن شعبه، فإنها تدعو كافة الدول والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، للوفاء بتعهداتها لليمن، والتي تم الإعلان عنها العام الماضي بمبلغ 2 مليار و410 ملايين دولار أمريكي، لتمويل عملية الإغاثة، والتي سيخصص منها 180 مليون دولار أمريكي لمكافحة تفشي فيروس كورونا باليمن، ومنع حدوث كارثة إنسانية هناك»، وجدد التأكيد على موقف المملكة الداعم لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن جريفيث ومقترحاته الأخيرة لوقف إطلاق النار الدائم، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف المشاورات السياسية للوصول إلى حل سياسي شامل وفق المرجعيات الثلاث، لمواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية، وبما يحقق الأمن والاستقرار باليمن، معربا عن شكره للجهود المبذولة من القائمين على إعداد هذا المؤتمر.

الربيعة: السعودية تصدرت دول العالم المانحة للمساعدات

ألقى المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، كلمة أكد فيها أن المملكة دأبت منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- على ترسيخ مبادئ السلم والتآلف والتعاون بين شعوب ودول العالم، وتقديم الدعم والمساعدات بكل حيادية للاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الأزمات الإنسانية، والحد من آثارها على شعوب العالم، وتصدرت بذلك الدول المانحة للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم، وهو ما وضعها ضمن الدول الخمس الكبرى المانحة للمساعدات الإنسانية، وفقا لما تظهره منصات الأمم المتحدة. لذا فليس مستغربا أن تكون المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تقدم المساعدات لليمن الشقيق وشعبه الكريم، خلال العقود الماضية.

مسؤولية كبرى

قال الربيعة: «نجتمع اليوم في ظل ظروف صعبة يواجهها العالم جراء جائحة»كوفيد ـ 19«، وما تسببت فيه من تحديات اقتصادية وصحية وسياسية، يُضاف إلى ذلك ما يواجهه الشعب اليمني من ظروف إنسانية وصحية صعبة، تسببت فيها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، إذ لم تراعِ الوضع القائم المتمثل في الجائحة والأوبئة التي يمُر بها العالم، كما لم تأبه تلك الميليشيات بالظروف الإنسانية التي تهدد جميع فئات الشعب اليمني، وسعت إلى نهب وسلب المساعدات الإنسانية التي يتلقاها من الدول المانحة، وتحويلها لصالح نشاطها العسكري، وحرمانه من أبسط حقوقه في أن يعيش حياة إنسانية كريمة، وهو ما أثر سلباً على استمرار التزام الدول المانحة، ويضع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية تحت مسؤولية كبرى، تتمثل في السعي للحد من تلك التجاوزات الجسيمة».

معاناة إنسانية

أعلن الربيعة التزام المملكة بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أمريكي، وقال: «على الرغم من كل هذه التحديات والعوائق، وتأكيدا على الدور الريادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، ومواقفها الثابتة تجاه اليمن وشعبه النبيل، وسعيا منها إلى رفع المعاناة الإنسانية والصحية التي يتعرض لها الشعب اليمني الشقيق في ظل هذه الظروف العصيبة، يسرني أن أعلن عن التزام المملكة العربية السعودية بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أمريكي، لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020، وخطة مواجهة»كوفيد ـ 19«في اليمن، يُخصص منها 300 مليون دولار من خلال وكالات ومنظمات الأمم المتحدة، وفق آليات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبقية المنحة البالغة 200 مليون دولار تُنفذ من خلال المركز ووفق آلياته بالتنسيق مع المنظمات الوطنية والمحلية والدولية، بالإضافة إلى إعتماد المرحلة الثالثة من مشروع»مسام«لتطهير اليمن من الألغام بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي، وبهذا يكون ما تم صرفه على جميع المراحل الثلاث للمشروع، مبلغ وقدره 100 مليون دولار أمريكي».

جوتيريش: سوء التغذية يهدد حياة الأطفال

ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، كلمة في بداية المؤتمر عبّر فيها عن الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية، على رعايتها هذا المؤتمر الحيوي، ومساعداتها الدائمة لليمن، لافتا النظر إلى أن اليمن يواجه ظروفا اقتصادية وإنسانية صعبة، سواء على المستوى المؤسسي أو الشخصي، خاصة مع تفشي جائحة كورونا المستجد «كوفيد - 19».

وأشار جوتيريش إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يحتاج إلى مساعدات إنسانية في هذه الأزمة التي تعد الأكبر إنسانيا، لافتا النظر إلى أن المجاعة وسوء التغذية يهددان حياة الأطفال، إلى جانب نزوح أكثر من 4 ملايين شخص في الداخل اليمني، إلى جانب ما تشكله جائحة كورونا من تهديد لحياة أكثر من 10 ملايين شخص، وتشكل تهديدا مرعبا للأضعف صحة«. وقال:»أمامنا وقت عصيب ونحن الآن قد نواجه معدلات وفاة عالية إذا لم لم يتم التصرف بشكل عاجل». وأبان أن المرافق الصحية في اليمن تعاني من نقص في الأجهزة الطبية، خاصة أجهزة التنفس وسيارات الإسعاف، مما فاقم من أزمة فيروس كورونا، كما أن المستشفيات التي تعمل لا توجد فيها مصادر طاقة معتمدة، لافتا الانتباه إلى أن 50 % من السكان ليس لديهم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة.

وحذر جوتيريش من إغلاق أكثر من 30 برنامجًا إنسانيًا أمميا في اليمن العام المقبل، نظرًا لنقص التمويل، داعيا الجهات المانحة للدفع بسخاء وتمويل برامج العمل الإنساني الملحة في اليمن.

ثوابت سعودية

المملكة تعمل بجد للمساعدة في إيجاد الحل السياسي

الحرص على مصلحة الشعب اليمني وأمنه واستقراره

تأييد جميع المبادرات لوقف إطلاق النار

طلبت من جميع الأطراف الحضور إلى طاولة المفاوضات

دعم المبادرات الأممية للتوصل إلى حل دائم

الحرص على يمن ينعم بالأمن والسلام والازدهار
مؤتمر المانحين
- يعقد تحت شعار معا لدعم اليمن

- يهدف لجمع 2.4 مليار دولار

- 180 مليون دولار لمواجهة كورونا

- يناقش سبل حماية المساعدات من نهب الميليشيات الحوثية

- 19 مليون يمني يستفيدون من المساعدات

المشاركون

- بمشاركة 66 دولة منها الإمارات العربية ومملكة البحرين وبريطانيا والولايات المتحدة ودول أوروبية

- يشارك في المؤتمر ما يزيد عن 126 جهة

- 15 منظمة أممية

- 3 منظمات حكومية دولية

- أكثر من 39 منظمة غير حكومية

- البنك الإسلامي للتنمية

- اللجنة الدولية للصليب الأحمر

- الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر

- الهلال الأحمر

المساعدات السعودية لليمن منذ بدء الأزمة في سبتمبر 2014

- مساعدات بمبلغ إجمالي وصل إلى أكثر من 16 ملياراً و 940 مليون دولار أمريكي

- 453 مشروعا في 12 قطاعا غذائيا وإغاثيا وإنسانيا من مركز الملك سلمان للإغاثة

- مساعدات لإعادة إعمار اليمن بتنفيذ 175 مشروعا في 7 قطاعات تنموية بتكلفة بلغت أكثر من 150 مليونا و520 ألف دولار أمريكي

- المساعدات المقدمة للأشقاء اليمنيين داخل المملكة

- المساعدات الحكومية الثنائية

- تقديم وديعة بمبلغ 3 مليارات دولار أمريكي لدعم العملة المحلية والاقتصاد اليمني

- تقديم مشتقات نفطية بقيمة 60 مليون دولار أمريكي شهريا لتشغيل محطات الكهرباء

- استمرار مشروع (مسام) لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر الحية