حقيقة لا مراء فيها، فكل الظروف التي تحيط بالواقع الذي نعيشه تؤكد أن هذا الوطن المعطاء بلا منّ أو ادعاء هو الحضن الحاني والحنون على كل من يقيم على رحاب أرضه الطاهرة، أرض الحرمين الشريفين، فعلى كافة المستويات قامت المملكة بما ينبغي وما لا ينبغي، وبكل ما تملك من إمكانات وإمكانيات لدحض هذا الوباء بكل الوسائل المتاحة، وقدمت كل ما لديها من خدمات طبية وأمنية دون تفرقة لكل من يعيش ويسكن ويقيم على أرضها، ودون تمييز أو تفريق بين مواطن ووافد، وزائر ومقيم، أو حتى مخالف لأنظمتها.

أعطت المملكة وقدمت وعاملت الجميع بمعيار واحد، وتعاملت مع آدمية الإنسان بعيداً عن أي انتماءات، كانت نظرتها الوحيدة للإنسان.

كان هذا ميزان تعاملها الحقيقي في هذه الأزمة، والذي يؤكد على أصالة وسمو ورقي ما تملكه عقول أبنائها والقائمين على أمورها من امتلاكهم كمًّا هائلاً لأرصدة أخلاقية وسلوكية وفكرية تجعلهم نماذج يحتذى بها. كل هذا جاء بفضل سواعد هؤلاء الرجال الذين آمنوا بربهم فزادهم إيمانا، وأنار لهم طريق الخير والرشاد فساروا على خطى ونهج العقيدة، وجعلوا من الوطن واحة أمن وأمان للمواطن ولملايين من البشر جاؤوا سعيا إلى تحقيق حلم العيش والرخاء، من مشارق الأرض ومغاربها، ليتزودا بنور الإيمان ولتطمئن قلوبهم وتسكن أرواحهم في رحاب المقدسات الطاهرة التي تهفو إليها أنفسهم آمنين مطمئنين، في دفء وطن ضم برفق ومحبة ومودة كافة البشر، وأصبح بكل مصداقية وطناً لمن لا وطن له.