إن أردنا تعريف العنصرية فهي ما يقوم به البشر من ممارسات خاطئة ضد الآخرين، حيث معاملة فرد معين أو مجموعة من الناس ضد فرد آخر أو مجموعة أخرى بشكل مستبد وسلب حقوقهم والتحكم بهم لمجرد أنهم ينتمون لدين ما أو عرق آخر.

والعنصرية متفشية في عصرنا هذا بشكل أكثر، وقد تسببت في كثير من المشاكل بين الناس وتفرقتهم، مستخدمة أقصى التهميش والتميز والاستبداد، لا لشيء فقط لاختلاف الدين أو اللون أو العرق. وقد حارب ديننا الإسلامي العنصرية الممقوتة ولا مكان لها فيه، قال جل وعلا «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» [الحجرات:13].

وقد أكد رسول هذه الأمة وحبيبها -صلى الله عليه وسلم- على هذا المعنى، فقال «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية»، وهكذا قضى الإسلام على كل صور العنصرية والطبقية والنعرات التي كانت سائدة في المجتمع الجاهلي، وجعل محلها المساواة والمحبة والألفة والمودة والرحمة.

وقد نهت الأديان السماوية عن العنصرية التي ما إن وجدت حتى وجدت الاختلافات والعداوات، وجريمة الشرطي الأبيض، ديريك شوفين، الذي خنق الأميركي الأسود، جورج فلويد على مرأى ومسمع من الملأ ونشرته القنوات عبر الأثير هي بث مباشر للعنصرية المقيتة أو أنها بلطجة من ذلك الرجل الذي يرى أن القانون أعطاه سلطة، يمكنه استخدامها ضد كل من يخالفه من المجتمع، حتى إن وصل ذلك إلى إزهاق الأرواح، وقد تحصل من بعض الأشخاص وتتحمل مسؤوليتها الدول، بل المجتمع بكامله، ومهما حصل فإنها مخالفة وعنصرية بغيضة غير مقبولة.

وما نراه الآن من مظاهرات غير سلمية تجتاح الولايات الأمريكية وفوضى عارمة ليست حلا، بل تعمق الجرح وتزيد العنصرية من خلال التعدي على المارة وحرق السيارات والمباني ونهب المحلات، هذه الفوضى تزيد من العنصرية والحقد بين طوائف المجتمع. لماذا العنصرية في بلاد الحرية؟ أم أن ما يعيشه الغرب من حرية عبارة عن وهم وسراب بقيعة. يجب أن تحارب العنصرية، وأن تتخذ الدول إجراءات قانونية تمنع جميع أشكالها حتى يتم التعايش بين أطياف المجتمع بأمن وسلام.