مقالي اليوم ليس عن كسر قلوب المحبين، وإنما كسر قلوب الطبقات الأقل من الأغنياء الوارثين للملايين دون أن يتعبوا

في جمعها، ثم يخرجون «يهايطون» فيها على الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى في جائحة كورونا، ودون أي مراعاة للآخرين، فضلا عن ذوي الدخل المحدود، ناهيك عن المسحوقين الذين لا يجدون تسديد فواتير مديونياتهم، ومحاكم التنفيذ التي تلاحقهم، وحتى لقمة العيش يجدون الصعوبة في تأمينها، ثم ترى أولئك السفهاء من الجنسين يستفزون الفقراء والمساكين، فيكسرون قلوبهم المنكسرة أصلا بضيق العيش، وكم أفسد هؤلاء البيوت، وزادوا من حالات الطلاق، وربما الخيانات.

وهذه نتيجة عدم ضبط وسائل التعبير، وعدم فرض الضريبة على الدخل للأغنياء الذين امتلأت البنوك في الداخل -فضلا عن الخارج- بثرواتهم المليارية، ونحن لا نحسدهم ما دام منشؤها من الحلال، ولكن نعارضهم حينما يثيرون السخط الشعبي، ويلحق الأذى بالنظام العام، والاستقرار النفسي للمجتمع، مما يوجب على الدولة الرصد والضبط والمحاسبة.

ناهيك عمن أثروا على حساب خداع المتابعين، وتسويق السلع الضارة وغير المرخصة، ناهيك عن الفحش في الأسعار، وكلهم يعلنون بلا ضوابط ولا دفع للضريبة.

فمن حقك أن تسكن القصور الفخمة، وتركب السيارات الفارهة، وتتسوق في كل العالم، ولكن عليك أن تراعي الأمن الشامل للبلاد والعباد، دون إثارة السخط العام والإحباط الشعبي، ودفع الناس للحلطمة من واقعهم، وربما ارتكبوا مخالفات شرعية وقانونية بسببك.