تباشر الناس بخروج وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة معُلناً نجاح المملكة في مرحلة متقدمة في الحد من الجائحة التي لم تَنته بَعْد، والعالم يتجرّع ويلات هذا الوباء الذي وصَفَهَ إمام الحرم المكي الشيخ صالح بن حميد بجائحة العصر التي أعجزتْ الأطباء وحيَّرت العلماء، رغم التقدم العلمي والتقني في عالم اليوم إلا أن الناس يخافون من العطس أمام الآخرين، ويتجنب الناس من هم على درجة حرارة عالية خوفاً من الفايروس والحديث لإمام الحرم، أبرَهَة أهلكه الله بالطير الأبابيل، والنمرود بالبعوض، لكن كورونا أعجز العالم كونه لا يُرى إلا بمكبرات المجاهر ليبقى العَجْز البشري قاصراً أمام عظمة الخالق جل جلاله، وليرجع الناس إلى ربهم مهما أوتي الإنسان من العلم، فما أُوتينا من العلم إلا قليلاً. وقامت بلادنا حرسها الله كغيرها من بلاد العالم بمكافحة الوباء بطرق شتى أعلن عنها الربيعة، وأنها قاربت خمسة الأشهر منذ ظهور المرض، مروراً بالحجر والعزل والتوعية وكافة الاحتياطات الاحترازية، إلا أنه بعد انقضاء شهر الصيام تنفَّس العالم قليلاً وتباشروا من تراجع أعداد الوفيات في العالم، ما يُدلل على أن طريق الفايروس آخذٌ في الانحسار لكنه ببطء. واليوم يعلن وزير الصحة أن الحل بعد هذا المشوار الطويل والركود الاقتصادي العالمي وهدوء الناس وفرض منع التجَّول لأشهر جعل الدولة تبحث عن الخطط غير العلاجية، لتكون متنفساً للناس حتى يزاولوا حياتهم اليومية مع بقاء الجائحة تهدد مسيرة الاقتصاد، وتعثّر حياة الناس الطبيعية في استمرار التباعد الاجتماعي والخوف من انتكاسة لا قدر الله لا يدرك المجتمع نتائجها.

اليوم قامت الدولة بواجبها في كل الاتجاهات، صرفت المليارات لكبح تدهور الاقتصاد وساندت القطاع الخاص بأكثر من 60 % في تحمل مرتبات السعوديين في القطاع الخاص، وأجّلت الأقساط في البنوك لثلاثة أشهر، وصرفت مرتبات موظفين في أداء أعمالهم عن بعد، حرصاً من الدولة على الحياة المعيشية واستمرار وتيرة الحياة اليومية. ومع انقضاء أيام العيد جاءت بُشرى الوزير ليقول لأبناء المملكة هناك خط جديد للتعامل مع الجائحة، وهو أننا نتحمل المسؤولية في التباعد الاجتماعي، ونؤدي دورنا أفراداً وجماعات، وسيكون هذا بشكل تجريبي تدريجي، فما هو المطلوب من المواطن والمقيم، أجزم بأن الكرة عندي وعندك، والحل بأيدينا بعد أن قامت الدولة بجهودها المشكورة والمُقدَّرة في تحمل المسؤولية وتطبيق التعليمات، والالتزام بالقوانين التي صاحبت هذا التوجه الجديد في خطة الدولة نحو الخروج من هذه الأَزْمة، ويبقى الحل بأيدي المواطنين والمقيمين في المملكة حتى يزول هذا الوباء بإرادة الله عزَّ وجل قريباً، لكنه مشروط بالالتزام المطلوب منا جميعاً سواء أكان ذلك في متاجرنا أو مقرات الحكومة أو المصانع أو الحدائق العامة، والبعد عن التجمعات والاستراحات والمناسبات العامة، وكلما يسبب زحاماً أو يؤدي إلى ذلك، والاهتمام بإبعاد الأطفال وكبار السن ومن لديهم أمراض مُزْمنة قد تسُهم في إيذاء الإنسان لا قدر الله. وهنا نقول إن الحل بيد كل مواطن ومقيم إن أردنا تجاوز الأزمة حتى لا تحدث انتكاسة غير متوقعة نتيجة التساهل وعدم الاهتمام بالتعليمات. حمى الله الإنسان من هذا المرض وأعاد الناس إلى حياتهم الطبيعية وما ذلك على الله بعزيز.